عانى مسيحيو العراق من أعمال خطف وقتل بعمليات انتحارية خاصة فى مدينة البصرة.
وتبارت تيارات إرهابية للقضاء على المسيحيين هناك تحت بند "مقاومة العدو الأمريكى"، وتطور الأمر أكثر فأكثر فأصبح هناك زرقاوى سنى وزرقاوى شيعى.. اختلفوا فى كل شىء إلا شىء واحد.. وهو الاتفاق على تصفية مسيحى العراق.. ولم تمارس أعمال القتل والتفخيخ ضد الشعب فقط بل طالت الرموز المسيحية من قساوسة ومطارنة فى أعمال إجرامية لا تمت للأديان ولا للبشر بصلة.. حتى أن القس العراقى راغد كنى كاهن كنيسة الكاثوليكية لم يكتفوا بقتله بل صفوا عينيه بسيخ حديد ساخن!
مع زيادة عمليات القتل والتفخيخ اضطر مسيحيو العراق إلى مغادرة أراضيهم واستوطنوا عنكاوة، بل أصبح هناك خمس كنائس لمسيحى العراق وعاشوا فى سلام ووئام مع إخوانهم الأكراد رغم الجفاء والتاريخ الطويل القاسى.
وحاليا يحاول مسيحيو العراق العيش بكرامة وتضميد الجراح بعد معاناة من تيارات تدعى أنها تيارات دينية.. ولكن أعمالها وأفعالها لا تمت للأديان بصلة إطلاقا.
ونعود لمصر فهناك ثلاثة صور عاشها مسيحيو مصر قبل ثورة يناير وبعد ثورة يناير وبعد انتخاب مجلس الشعب سيد قراره وامتلاك ملاك الحقيقة المطلقة معظم مقاعد البرلمان المصرى.
قبل الثورة أيام العصر البائد سخر تيار إسلامى للعمل تحت رعايته بالريموت كونترول فتحركت جماعاته المتطرفة، وكانت النتيجة حادث مذبحة القديسين الشهيرة التى فقد فيها 28 قبطيا شهداء لإيمانهم.. لينهوا عامهم على الأرض ويبدأ عامهم فى السماء.
أثناء الثورة امتزج الشعب فى بوتقة واحدة وسمعت كلمات من الأوربيين عن أثر الثورة وكيف حافظ المسلمون على الكنائس، وكيف وقف الأقباط والمسلمون يحرسون بعضهم البعض.. وانصهر الشعب فى بوتقة هى مصر.
إلى أن تملكت التيارات الدينية من الثورة وسط صفقات مع المجلس العسكرى للخروج الآمن إلى أن انتهى الأمر بالسيطرة على سيد قراره وملكيته الأغلبية المجلس، فوزعت كل اللجان على أعضاء حزبى الحرية والعدال والنور فى مشهد لا يقل تماما عما فعله النظام السابق الذى لم ينجح أحد آخر غير حزبه عام 2010 وأصبح الكل يسعى للعمل ليس لأجل مصر بل لتحقيق أجندته الخاصة، فسعوا لتطبيق صحيح الدين حسب مفهومهم الضيق فضربوا اقتصاد مصر فى مقتل.
وفى مجلس الشعب ظهرت الصورة أكثر وضوحا فأصبح مجلس فرقاء الكل يسعى لفرض هيمنته والمزايدة على الآخر، بصحيح الدين فأقيم الآذان فى سيد قراره وقريبا ستقام الصلوات به وتحول المجلس من مجلس تشريعى إلى مجلس تفقيهى.. والطامة الكبرى هى صمت سيد قراره على عمليات التهجير لأقباط العامرية والهجوم على كنيسة ومنزل كاهن بقرية ميت بشار بالشرقية.. فى فضيحة مدوية لمجلس بعد الثورة لأنه بكل تأكيد ليس مجلس الثورة لأنها لم تأت بمن صنع الثورة بل أتت بمن سطى عليها حتى أن رئيس لجنة الأمن القومى بالمجلس هدد الدكتور عماد جاد لأنه طلب تقصى حقائق عن تهجير الأقباط بالعامرية بمباركة الأمن وأحد شيوخ السلفيين.. ومازلنا نحن أقباط مصر ننتظر الكثير فأية إشاعة كافية لبدأ أعمال حرق ونهب وسرقة وحرق وقتل للأقباط فى عقاب جماعى ضد مواثيق الأمم المتحدة.
وتحت ضغوط الرأى العام غالبا ستعود عائلات الأقباط بعد قرار اللجنة المشكلة من البرلمان المصرى بعد صراخ الدكتور عماد جاد والعديد من الشرفاء المسلمين محبى الوطن ولكن بشروط السلفيين وغياب القانون.
ترى هل هناك خطة لعنكاوة المصرية؟.. ترى ماذا بعد التهجير؟.. هل الإسلاميون يسعون لتقسيم مصر؟
الإجابة ليس من خلال كلمات، بل انظر إلى أرض الواقع إن كنت تملك مشاعر إنسانية بها تتفاعل مع البشر أيا كانت انتمائاتهم الدينية، أنظر بكود أخلاقى هل برلمان الإسلاميين سوف يقيم عنكاوة المصرية.. الإجابة قريبا.
• رئيس اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا.