رحم الله الشيخ زايد حين قال- مطيّبا خاطر المخلوع- الذى يبدو أنه اختلف على تقسيم «نهيبة» ما مع حكام قطر: هم ليسوا ندًا لك يا فخامة الرئيس، إنهم سكان فندق من فنادق القاهرة، ولكن ها هو الزمن يدور دورته ويتحقق لسكان الفندق ثأرهم التاريخى وبأيدى شباب لم تلوثه أدران الفساد ولا التبعية ولا انقلابات الأبناء على آبائهم.
ولكن لا يبدو على سكان الفندق أنهم اكتفوا بانتصارهم التاريخى، فهم يجهزون على الضحية- وبالمرة الوطن- حتى آخر قطرة دم، فهم لم ينسوا أبداً دورهم كوكلاء لكل من يهمه ألا يستيقظ أبداً هذا العملاق المخدر، إن دوراً فاعلاً لمصر فى المنطقة يعنى نهاية لدور الأقزام ويعنى قضاء على مشروعات التبعية والهزيمة، ويعنى الانطلاق نحو مشروع ندّى للنهضة يضع كلا فى حجمه الطبعيى لتعود عقلية الخيام إلى بيدائها الكالحة ولتكتسى دروب الوطن بخضرة الحضارة ونماء العقل وصحة الضمير والوجدان.
إن مشهد نبيل العربى المرشح المفاجئ للرئاسة بجوار وزير خارجية دولة سكان الفندق.. قابلاً بقيادته المتغطرسة لاجتماعات الجامعة البائسة هو مشهد حزين لا يقل كآبة عن مشهده، وهو يبرر للجزار فى سوريا المغدورة جرائمه اليومية، ويمنحه من الوقت و«الغطرشة» أمانا يمكنه من التلذذ بقتل شعبه بكل الطرق وإذلاله بما لا يخطر على قلب بشر، كما أن قيادته البليدة المفتقرة إلى أى نوع من المبادرات تجعله مرشحا مثاليا بالنسبة لسكان الفندق ومن لف لفهم من دول «مجازية» تحيطنا من كل جانب وتمثل يقظة بلادنا لهم كابوسا مرعبا يعملون بكل الطاقة على منع حدوثه مهما بذلوا من غالٍ ونفيس، واختيار نبيل العربى مرشحا لرئاسة مصر هو اختيار مثالى جربه حلفاؤهم من الإخوان عندما كانوا يأتون بشخص «بركة» ليضعوه على رأس نقابه احتلوا - بكل الوسائل - أغلب مقاعدها فيضمنوا الانطلاق فى تجهيز الأرض للحظة «التمكين»، وفى نفس الوقت يتهربون من مسؤوليات «المرحلة» وكوارثها وجرائمها ومن أى التزام بالتخفيف من واقع مؤلم على شعب طالت معاناته وقهره وعذاباته.
نبيل العربى الذى لم نسمع له رأياً فى أى موضوع ولامبادرة فى أى قضية ولا تورطا فى أى هموم اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو حتى إنسانية.. نبيل العربى الذى هو شخص كالماء لا لون ولا طعم ولارائحة، هو مرشح السعودية وقطر المثالى لتنفيذ سياسات فى أمريكا وإسرائيل فى المنطقة، وهو مرشح الإخوان المفقود للاختباء وراء بلادة آدائه فى استكمال هدم أسس الدولة الحديثة المدنية وإقامة دولة الخلافة الوهمية التى تضمن سيطرة إسرائيل على المنطقة للأبد.. وهو كذلك مرشح المجلس العسكرى «النادر» لحماية مصالحهم فيما بعد التبعية والتمكين.. فالرجل لا يهش ولا ينش وهو «مؤدب» وفى نفس الوقت ليس عسكريا لكنه «يؤمن» تماما بدور العسكر وهو «على البيعة» رجل ذو سمعة طيبة تعود إلى أيام أن كان عضواً عيّنه المخلوع فى موضوع طابا ما يعنى أن علاقته بأصدقائه الإسرائيليين لن تكون عاملاً فى رفضه الدولى خاصة المخابراتى للدول «الصديقة».
هذا شعب خبيث وذكى لن تنطلى عليه ألاعيب تهدف إلى إلباسه «عمة» نبيل العربى.. وسيفاجئكم جميعا كما فاجأكم دائما.