سؤال مرير وموجع أسأله لنفسى كثيرا.. هل ضاعت مصر؟؟
كلما شاهدت جلسات التلاسن العلنى، واتهامات الخيانة والعمالة تحت قبة المجلس الموقر.. أسأل!.
كلما تناقصت مساحة الحرية، واتسعت مساحات النفاق لتلتهم الثورة.. أسأل!.
هل تكسرت الديمقراطية على صخرة الحكم العسكرى، فأصبح «العصيان المدنى» جريمة، والاعتصام «إثارة للشغب»، والإضراب «أعمال تخريب».. فلم تعد «نكتة» أن يُحاكم أى «ثائر» بتهمة قلب نظام الحكم.. أى حكم؟
أسأل عن طبيعة الحكم الذى يقبل بتهجير الأقباط من منازلهم، وتكفير المبدعين والفنانين، وتحويل مباراة كرة قدم إلى «مجزرة».. وإضفاء حصانة على «حرم المخلوع» لتحتفظ بمناصبها وأملاكها وتتمتع بحرية التنقل، فى حين يُمنع من السفر «حمزة» أو «نور».. آاااااااااه من الأسئلة.
فى زمن الأسئلة المحظورة كل الإجابات مؤثمة شرعا وقانونا.. لو تجاسرت وانتقدت رفع الآذان فى البرلمان ستجد الآلاف يكفرونك ويهدرون دمك!.أولئك على استعداد لإهدار دمك - أيضا - لو قررت مناقشة ميزانية القوات المسلحة، أو تهورت وطالبت بفتح ملفات الذمة المالية لكبار الجنرالات.. ألم تكن «ثورة»، فلماذا لا نسأل؟!
ألم نطالب منذ اللحظة الأولى لتنحى «مبارك» بمحاكمة عسكرية على جرائم الفساد السياسى له ولرموز حكمه؟.. فلم يستجب المجلس العسكرى الحاكم.. انتظروا - إذن - البراءة من تهمة قتل المتظاهرين، والعفو الصحى من «ليمان طرة»!.
هل انتصرت الثورة المضادة؟؟، سؤال سخيف، لكنه ربما يبرر حملة الأبواق التى تحمى المجلس العسكرى من أى مساءلة، سواء كانت عن أرواح شهداء «ماسبيرو» و«محمد محمود».. إلخ سجل الشهداء، أو كانت عن الدستور!.
لماذا تحول عدد كبير من الثوار إلى «إعلاميين» فجأة، هل هى عملية غسيل سمعة لبعض رجال الأعمال، فى صفقة: «خذ ملايينى وامنحنى مصداقية الميدان»!!.
هل سقط اقتصاد مصر فى اختبار «الهبات».. فأعرضت الدول العربية عن منحها التى لم تكن سوى «طق حنك»، وعاقبت أمريكا حكومتنا، لأنها تحاكم نجل وزير أمريكى فى حملتها الجسورة على منظمات المجتمع المدنى!!.
ما الذى تحقق من أهداف الثورة حتى الآن، العيش تضاعف ثمنه، والحرية أصبحت «ترفا» لا يملكه إلا أعضاء المجلس الاستشارى – العسكرى.. أما المواطن فهو «حر» فى أن يختار الإصابة أو الشهادة فى مواجهة «الخرطوش».. حر فى أن ييأس أو ينتحر بالإصرار على أهداف الثورة لآخر نفس.
هل تخبطت مصر فى أزمة «الغاز» و«البنزين»، حتى أصبحت اتفاقية تصدير الغاز إلى إسرائيل قضية هامشية؟!
مصر التى يئن فيها «النوبة» ويصرخ فيها «البدو»، وترتدى النساء الحداد على «قصاص» لم يتحقق، ويبكى فيها أطفال اليتم المبكر.. لن تضيع أبدا.
مصر لن تضيع لأن أحد النواب لا يفرق بين «المسؤولية السياسية» والسب العلنى، والآخر يتهم «ملهم الثورة» بالعمالة.. والثالث يضع رأسه تحت «تراب البدلة الميرى»!!، فمصر ليست «العليمى» ولا «بكرى» ولا «الجندى».
مصر.. أنا وأنتم.. وأطفال لم يولدوا بعد، لهم المستقبل مهما أخفقنا فلم نحقق كل أهداف ثورة 25 يناير.