جمعتنى أكثر من صدفة مع مقربين من ضحايا الأربعاء الأسود للكرة المصرية باستاد بورسعيد بحكم المهنة، وعلى الرغم من الشعور بالضآلة لدرجة أن البنى آدم مننا يشعر أنه مقاس «s» «سمول» يعنى صغيرا جدا على كبر حزنك - إن كان حقيقيا - على الضحايا.. نحتسبهم عند الله شهداء بإذنه تعالى.. فأنت جد صغير أمام شجاعة الحزن فى عيون الأهل والأصدقاء والصحبة.
بعضهم يرفض فكرة الاستكانة لحزنه، فتجده عنيدا وهو يسدد لك كلمات كاللكمات فى وجهك ردا على احتسابك الضحايا شهداء عند الله، أو حتى على مطالبتك بالقصاص العادل والعاجل!
بادرنى شاب فى الـ32 أو أقل، قائلا:
هو ممكن يعنى واحد يقول إن فيه 300 ضحية.. وأكثر من ألفين أو يصلون إلى 2000 مصاب، بينما البيان الرسمى يحمل رقم «74» بالنسبة للمتوفين ولم يتعد الـ400 مصاب، وبكل تأكيد هو عدد يشعرك بحزن يماثل الحزن على وفاة شعب كامل.
قلت له: وارد ليه لأ؟!
فرد علىّ: عايز تفهمنى حضرتك إن واحد يذم والثانى يمدح، أو بمعنى أدق واحد «يشد.. وواحد يرخى».. ويبقى كلام هايجيب حق الضحايا!
لم أجد أمامى إلا أن أسأله لأنى لم أتفهم تشدده فى الحوار، وما يريد أن يدفع به من أمثلة فسألته: ماذا تعنى؟!
أجاب: ياأستاذ أنا ماكنتش أصدق لما يقولوا إن السياسة لعبة.. وقذرة كمان، وكنت أقول معقولة، ده فى ناس سياسيين فى بلاد بره بتحقق أحلام الشعوب فى حياة كريمة.
حاولت جاهداً طمأنته على أن اللى جاى أحسن.. بعد جهد وافق، لكنه اشترط ألا يرى صياحا فى مجلس الشعب يطالب بسرعة المحاكمة، أو سماحا من جهات معينة بطمس بعض الحقائق، أو إعلاما يرقص البعض فيه على جثث الضحايا، على حد تعبيره.
فجأة ابتسم ابتسامة صفرة، شعرت معها بأننى «سايس» سيارات.. لأ مدعى إننى «سايس» سيارات زى الأنطاع اللى بيتحدفوا على البشر تحت تأثير «البرشام»، والبطالة وقتل الحلم على يد 30 سنة فساد، وقال: المهم إن المزايدين عارفين الحق فين، والمراقبين للقرار للركوب مع الموجة العالية برضه عارفين!
قبل انصرافه فكرت أن أسأله: يعنى أنت شايف كل حاجة سوداء، ولا ممكن شوية ضوء لو رفعنا الستائر؟
رد مسرعا بصراحة: لأ.. لأن فى الوقت اللى كله زايد على الضحايا، وعمل فيها «شهيد الضحايا» أيضا هناك نماذج تعطى مساحة أمل ونور كافية.. طيب زى إيه؟!
قال: خرج علينا صوت حكومى قال إن أقصى عدد لن يتخطى الـ74.. شارحا أن الحادثة بدأت بـ20 حتى وصلت إلي 74.
وابتسم رغم قسوة الحزن على ملامحه قائلا بصوت عال: شوف أبو أنس «وردة الشهداء» الراجل قال: مش عايزين مزايدة ولا فلوس، لكن عندما يتهم المشير فلن أصمت، لكنه قال: أطالب المشير إما بمحاكمة من وصفه بـ«قاتل الشباب»، محاكمة عادلة، أو يصبح هو بالفعل فى دائرة الاتهام.. وهنا أعاد والد «زهرة الضحايا»: هنا لن أسكت وسأطالب بتوجيه الاتهام للمشير.. لأن البلد دى لازم تتغير، مش ابنى يروح «هدر».
قلت له: والله لك حق.. عايزك تقول لأبو أنس وكل من يمت لمصاب من أول مصابى 25 يناير وشهدائها حتى الآن: إحنا نشعر بالضآلة قياسا بالضريبة التى دفعتوها من أجل إلقاء الضوء على قضية وطن.. فهل للضحية ودماء الضحايا ردة فعل يستحقها المواطن يا سادة.. أم ستظل المقاسات «s» «سمول».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
qwerty
انجليزى ده يا شلتوت ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مش فاهم حاجة
انت بتقول ايييييييييييييييييييييييه؟
عدد الردود 0
بواسطة:
qwerty
تحت
برافووووووووو صلحت الكلمة
عدد الردود 0
بواسطة:
تقى
الى رقم 2
الحمد لله. فكرت انا بس اللي مش فاهمة حاجة.
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد
يا ترى عاوز تقول ايه؟
يا ترى عاوز تقول ايه؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى
فاهم