فى يوم واحد «الأربعاء الماضى»، نقلت لنا وسائل إعلام معلومات متناقضة منسوبة إلى مصادر فى جماعة الإخوان المسلمين، حول توجه الجماعة لاختيار مرشح للرئاسة، ففى إحداها قالت مصادر بـ«الجماعة» لـ«المصرى اليوم» إن المرشح المدعوم منها لم يظهر بعد على الساحة، وأن الإعلان عنه لن يتم إلا بعد إغلاق باب الترشيح، وسيكون مفاجأة للجميع، وأن عدم ظهوره يعود إلى «عدم حرقه»، وأن الجماعة لن تدعم شفيق أو موسى أو أبوالفتوح أو حازم أبوإسماعيل أو العوا.
فى قول آخر لمصادر أخرى بـ«الجماعة» لـ«الشروق»، «أن هناك ترجيحا بأن يحظى الدكتور العوا بالدعم»، وعددت هذه المصادر مزايا المرشح الرئاسى، بما يتناقض مع المصادر الأخرى التى استبعدته.
هذا التناقض يمكن إخضاعه لتفسيرين، الأول، إما أنه مقصود لتهيئة إعلامية للرأى العام، بأن الرئيس القادم لن يمر إلا من باب «الجماعة»، أى أنه سيكون صناعة إخوانية خالصة، أما التفسير الثانى، فيتمثل فى أن تناقض المصادر يعبر عن خلافات داخلية ناتجة عن عدم وجود رؤية موحدة حول القضية، تدفع كل واحد من أطراف الجماعة إلى قول ما يريد، حتى تأتى ساعة الحسم بقرار نهائى من مكتب الإرشاد.
لو افترضنا أن التفسير الأول هو الصحيح، فهذا يعنى نسفا لرأى الجماعة السابق بأنها لن تدعم مرشحا من «التيار الإسلامى» للرئاسة، فكونها تقتحم هذا السباق يتساوى المرشح المحسوب على قوى «الإسلام السياسى»، والمرشح غير المحسوب، فالأخير إن نجح بفضل هذه المساندة، سيكون أمامه حجم الاستحقاقات المطلوب تسديدها للجماعة.
أما التفسير الثانى والمتعلق باحتمالات وجود خلافات داخل الإخوان، فهذا أمر يمكن استيعابه فى حدود الجماعة الكبرى، التى تتنوع الرؤى فيها، لكن يبقى فى النهاية أن أعضاءها يلتزمون بقرار موحد فى مثل هذه الأمور، والاستثناءات التى تخترق هذا الإجماع تبقى قليلة.
بين التفسيرين ستبقى معلومة المرشح «المفاجأة»، وأن عدم ظهوره لـ«عدم حرقه»، هى المعلومة الأكثر شوقا فى معرفته كمرشح «معجزة»، يستطيع إنزال الهزيمة بموسى وصباحى وأبوالفتوح وشفيق والعوا والشيخ حازم.