أكتب هذه السطور بينما تتواتر الأخبار عن اجتماع وزير الداخلية «محمد إبراهيم» مع المجلس الأعلى للشرطة، لبحث خطة إعادة هيكلة الشرطة..المؤكد أن إعادة هيكلة الداخلية لن تتم بنفس أدوات حبيب العادلى، أو فكره المنتمى لدولة الاستبداد والفساد، أو مدرسته النفسية الممتدة من السادية والنازية معاً، أو حجرة جهنم التى سمعنا عنها وتحكى حكايات النميمة حولها حكايات ولا ألف ليلة وليلة.
كل هذا لا يهمنى لكن ما يشغلنى ويشغل بال أى مهتم بهذا الوطن هو أن إعادة الهيكلة لابد أن تنبع من محورين، الأول: هو الفكر الأمنى الذى لابد أن يقوم على: 1 - منع الجريمة قبل وقوعها.. 2 - شمولية الوطن والمواطن بحماية أمنية تؤكد ما جاء فى النصوص السماوية «ادخلوها بسلام آمنين».
البند الأول لا يتحقق الآن من شمال مصر لجنوبها، والشواهد عديدة من حادثة أبوالفتوح وحتى السطو عينى عينك على البنوك، مروراً بالحوادث اليومية من خطف ونهب وسلب وسرقة وطلب فدية.. إلخ. والبند الثانى يتم انتهاكه يومياً خصوصاً ما يتعلق بالطرق العامة والسياحة.. وهنا أحكى قصة بسيطة جداً للواء «محمد إبراهيم» وزميله منير فخرى عبد النور وزير السياحة فى حكومة الجنزورى: لى صديق يمتلك باخرة «نايل كروز» تعمل بين الأقصر وأسوان، وكان يصطحب وفداً سياحياً حجز للقيام بهذه الرحلة ودفع مقدماً ثمن الرحلة، وهذا الجروب السياحى شاء حظه العاثر أن يقوم عمال هاويس إسنا بالإضراب عن العمل، وغلق الهاويس لمدة عشرة أيام كاملة فحبسوا السواح الأجانب داخل البواخر، وحاول صديقى صاحب الباخرة إقناع الأجانب بأن يعود بهم إلى أسوان أو يدفع لهم كل الفلوس التى دفعوها بالعملة الصعبة مع اعتذار شيك، لكنهم أصروا على: إما استكمال الرحلة أو رفع دعوى قضائية ضد شركة السياحة وتجريس سمعة مصر فى العالم. فى هذا التوقيت ولمدة 10 أيام لم تتحرك الداخلية لمنع جريمة غلق الهاويس، ولم تتحرك وزارة الرى التى يتبعها العمال الذين فعلوا هذه الجريمة من أجل التعيين، ولم تتحرك طبعاً وزارة السياحة التى يقع الحادث فى صميم عملها. وسقطت ثلاث وزارات لم تتصرف بحكمة طوال عشرة أيام أغلق فيها الهاويس بسبب حوالى 250 عاملاً تقريباً أرادوا أن يعينوا بوزارة الرى.
حادث أبوالفتوح وإسنا نموذجان بسيطان للخراب الأمنى فكراً وسلوكاً، لأن الأمر ليس فقط شرطة بل منظومة كاملة.. هل يعيها اللواء محمد إبراهيم؟!.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشربيني المهندس
لا تقل بل قل