تحتاج الآراء التى تردد أن هناك مرشحا رئاسيا أكثر حظا من منافسيه الآخرين إلى مراجعة، وبالطبع فإن هذه الآراء تقتصر على المرشحين الأكثر شعبية ونشاطا، وهم عمرو موسى، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وحمدين صباحى، وحازم صلاح أبوإسماعيل، ويدخل الفريق أحمد شفيق فى هذا التصور بدرجة ما.
تبنى تلك الآراء تصوراتها على الزخم الإعلامى لكل مرشح، وتحركاته، وحظوظه، من تأييد النخبة السياسية والثقافية، والكتل السياسية، ثم استطلاعات الرأى التى تجريها بعض الحقول البحثية، وبالرغم من تشكيك البعض فى حيادية هذه الاستطلاعات، فإن استطلاعا أجراه مركز رصين ومشهود له، هو مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، كشف عن أن عمرو موسى هو الأكثر حظا.
ومع التقدير لكل الاعتبارات السابقة فإن قراءتها الموضوعية تقود إلى أن الفترة القادمة، وبالتحديد منذ وقت فتح باب الترشح، ستكون هى الفيصل، بمعنى أنها ستساهم فى رفع أسهم مرشح، وتهبط بمرشح آخر، استنادا إلى أسباب كثيرة، تبدأ من أن آذان الشعب المصرى وعيونه ستكون مفتوحة بتركيز أكبر على كل كلمة يقولها المرشحون، وطبيعة تحركاتهم، وهذه النقطة تحديدا سيكون لها عامل مهم ومؤثر، لارتباطها بطبيعة الناخب المصرى.
من يعتقد أن كل قطاعات الشعب المصرى حسمت أمرها فى الاستقرار على مرشح أو آخر، يكون واهما، فهناك كتل تصويتية هائلة، مازالت تستمع، ومن السهل الآن وأنت تجلس مثلا على مقهى أن يعبّر لك شخص واحد عن إعجابه بأكثر من مرشح، وإذا ناقشته عن الفرق بين هذا وذاك، سيخوض معك جدلا ينتهى بأن قراره النهائى مازال مؤجلا.
واللافت فى مناقشات رجل الشارع العادى حول هذه القضية، أنك تستمع كثيرا إلى مقولة: «ننتظر البرنامج»، وهى مقولة لا يجب التعامل معها بتعالٍ من المرشحين والنخب المؤيدة لهم، استنادا إلى أنه مازال الوقت مبكرا لانتخاب المرشح وفقا لبرنامج، فإذا كان هذا الاعتقاد له ما يبرره فى انتخابات مجلس الشعب، فإن لانتخابات الرئاسة مقاييس أخرى، ووفقا لكل ذلك فمن السابق لأوانه القول بأن هناك مرشحا من الأسماء السابقة أكثر حظًا من الآخرين.