خالد فاروق

لعنة الله على السياسة

الأربعاء، 29 فبراير 2012 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعب السورى يستغيث من حاكمه وجنوده الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة فيقتلون الأطفال والشيوخ والنساء بلا وازع من ضمير، فالقصف للمدن وسكانها العزل يومياً، والنية موجهة لإبادتهم والتنكيل بهم، والعالم يكتفى بالشجب والتنديد، دون قرار رادع لوقف إراقة دماء أكثر من 7600 قتيل منذ مارس 2011 بحسب تقارير منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

روسيا التى تحمى مصالحها فى سوريا حيث القواعد البحرية فى ميناء اللاذقية وطرطوس، حيث بدأت البحرية الروسية باستخدام ميناء طرطوس كنقطة ارتكاز تقنية لسفنها الحربية فى المتوسط منذ السبعينات.

وقفت روسيا بكل تاريخها السياسى والعسكرى تحمى الظلم والاستبداد فى الوقت الذى كانت تحاول استعادة مكانتها، بعد تفتيت الاتحاد السوفيتى إلى عدة دويلات، ولم تدرك روسيا أن استعادة المكانة الدولية لا يكون بلعب أدوار سلبية تجاه الشعوب المقهورة، فلن ينسى التاريخ أن دولة بحجم روسيا تسمح بالقتل والتنكيل بشعب أعزل.

ودولة الصين التى تتطلع إلى لعب أدوار سياسية وتظهر قوتها العسكرية والاقتصادية على المستوى الدولى لم تختلف عن روسيا، فوقفت حائلاً أمام التدخل العسكرى فى سوريا، فإذا كانت الصين تبحث عن أدوار سياسية تعلن بها تغير القوى السياسية المهيمنة على مقاليد الأمور فى العالم، فلن تكون لها مكانة متميزة بالغطرسة، والصمت عن القتل، والإبادة للشعوب التى تنادى بالحرية والخلاص من الحكم الديكتاتورى.

أما عن الدول العربية فحدث ولا حرج فلم تستخدم أى من أساليب الضغط التى تأتى بالحلول السريعة الناجزة الكفيلة بحماية الشعب السورى الشقيق من الإبادة.

فإلى متى ستظل الدول العربية لا تلعب أدواراً مؤثرة فى السياسة الدولية وعلى وجه الخصوص عندما تكون الدولة المعنية بالقرار السياسى دولة عربية تحاول أن تنال قسطاً من نسيم الربيع العربى.

الدول الفاعلة فى أوساط السياسة الدولية ترعى مصالحها بشكل ممنهج فقد تركت أمريكا العراق فى صراعات طائفية وانفجارات شبه يومية تنال من حرية وأمن الشعب العراقى، فتخلصت من حاكم ديكتاتور، لتلقى مصير مظلم تعتريه الفوضى، مما يعرض ثرواتها للنهب والاستنزاف بعد احتلال أمريكى أتى على الأخضر واليابس.

لعن الله السياسة التى تنال من حرية الشعوب وتغلب المصالح الاقتصادية والعسكرية على حقن الدماء وحماية الجنس البشرى من القهر والإبادة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة