أحمل فى داخلى كما يحمل الكثيرون غيرى احتراما كبيرا للزى العسكرى، تربينا وفى وجداننا هذا الحب والاحترام لكل من يرتديه من رجال الجيش، بدءا من المجند البسيط وحتى أعلى الرتب العسكرية، فكل من يرتدى هذا الزى مشروع شهيد على استعداد للتضحية بدمائه وحياته فداء للوطن فى أى لحظة، شهيد حى يحتضن حدود الوطن ويحميه من أقصاه الى أقصاه، خط دفاعنا الأول ودماء أجدادنا التى روت أرض الوطن فأنبتت المزيد من خير أجناد الأرض.
أراه الجندى عبد الودود المرابط على الحدود فى أغانى الشيخ إمام وعم نجم، لم يستطع قلبى أن يكرهه حين تحول إلى أحمد سبع الليل فى فيلم البرىء وحين حمل عصاه ليضرب إخوته ظنا منه أنه يحمى الوطن من أعدائه، ولم يستطع لسانى أن يهتف فى المظاهرات التى خرجت اعتراضا على سحل الفتاة حين هتف البعض "يا عساكر يا أوباش" أبى لسانى أن ينطقها، فعساكر مصر وجنودها ليسوا أوباشا، وإن أخطأ بعضهم أو حتى أجرم فليس هذا بالقاعدة، جنودنا سيظلون خير أجناد الأرض وسيبقى شرف الجندية المصرية والبدلة العسكرية أكبر من أى شخص ومن أى اسم حتى وإن كان المشير أوعضاء المجلس العسكرى، وفى نفس الوقت لم أجد غضاضة فى أن أهتف بسقوط حكم العسكر، لم أر فى هذا الهتاف انتقاصا أو تقليلا من شرف الجندية المصرية أو البدلة العسكرية، بل رأيت فيه حبا وحرصا عليهما..
قد تتعجب أو تشعر أن كلامى متناقض، ولكن دعنا نتذكر معا حين نزل الجيش إلى الشارع يوم 28 يناير 2011 وحين استقبلنا الجنود بالورود واحتضنتهم الأمهات وصعدنا وأطفالنا على المدرعات لنهتف "الجيش والشعب إيد واحدة" حينها كنا نشعر أن الجيش نزل ليحمى وليس ليحكم، وفارق كبير بين من يحمى ومن يحكم.. هنا مربط الفرس، هتفنا وفرحنا لأنه أكد الصورة الراسخة فى أذهاننا لجيشنا الذى يحمينا عند الخطر ويأبى أن تسيل دماؤنا على يديه.
وحين حكم تشوشت الصورة لدينا ولديه، تعثر فى دهاليز السياسة التى يجهلها، تحول فى بعض الأحيان إلى مواجهة من يحميهم، وهنا تصاعد الهتاف بسقوط حكم العسكر.. سقوط الحكم وليس سقوط العسكر.. يسقط حكم العسكر حتى لا يسقط العسكر وشرف العسكرية فى أوحال السياسة، كنت أرى فى هذا الهتاف محاولة لحماية من يحمينا من هذه الأوحال التى جعلت البعض يتطاول عليه وجعلته فى لحظات ما يستخدم العنف ضد من يحميهم.. ولا أعرف لماذا يعتبر البعض هذا الهتاف إهانة للعسكر وللجيش ولا يرون فيه رغبة فى عودة الجيش إلى مهمته المقدسة التى تجعله دائما موضع الاحترام والحب والإعزاز والتقدير حتى لا يصبح موضع شك أو يهان، أو ينزل من مستوى القوة والحماية إلى مستوى الحكم وأوحاله وأخطائه.
بالتأكيد فشعورك نحو من يحكمك يختلف تماما عن شعورك نحو من يحميك, اختلاف قد يصل إلى درجة التناقض، فأنت تحب من تشعر أنه ظهرك الذى يحميك، ولكنك تتحفز دائما ضد من يحكمك بدرجات متفاوتة تصل أحيانا إلى حد العداء والكراهية، وهو ما نأبى أن يكون بيننا وبين جيشنا وعسكرنا، يزول كل الحكام ويبقى دائما شرف العسكر والعسكرية، لم يسمع العسكر الإهانات والانتقادات إلا عندما حكموا وستعود هيبتهم واحترامهم ومكانتهم بعد أن يتفرغوا ليحموا، لذلك ننتظر أن يسقط قريبا حكم العسكر لتحيا حماية العسكر وشرف البدلة العسكرية، ويحيا العسكر وما يحكمشى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن طيب
الكاتبه المحترمه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
_____