منذ سنوات كنا جميعاً نتحدث عن حالة الكآبة العامة التى أصابت المصريين فكان أغلبنا يلحظ أن المصرى الذى يعرفه العالم بروح المرح افتقد تلك الروح وصار يجنح للغضب والتكشيرة الكئيبة، ولكنه كان يهرب من كآبته وحاله إلى الارتماء فى أحضان الأفلام الكوميدية التى صار أبطالها هم الأغلى ثمناً بين النجوم، وبغض النظر عن قيمة تلك الأفلام فإنها كانت تلقى قبولاً وكأن الم+++صريين كانوا يقاومون الكآبة بالأفلام حتى التافه منها.
ثم جاءت ثورة يناير وبرغم ما صادفها من أحداث مأساوية فإنها أعادت خلال 12 يوما روح المرح للمصريين، فلم تكن أيام الثورة فقط تحمل روح السلام بين الشعب، ولكنها بالتأكيد أثبتت دونما تأكيد أن المصريين فقط هم الشعب الوحيد الذى يستطيع أن يثور وينكت ويضحك فى ذات الوقت، فمن منا ينسى ما كان يكتبه المصريون أثناء اعتصامهم، والنكات التى كانوا يتداولونها عن أحداث الثورة.
ولكن دارت أيام وأسابيع وشهور جرى فيها الكثير فى حياة المصريين، مما دفعهم لحالة جديدة من المزاج العام المضطرب، فهم غاضبون من الماضى، وغير راضين بالحاضر، وقلقون من المستقبل إلى حد المرض، وبالتأكيد فقدوا كثيراً من روح مرح أيام الثورة الأولى.
ولهذا عادوا ثانية إلى الاحتياج لجرعة كوميديا من خلال أفلام السينما بدليل تكالب الجماهير لمشاهدة فيلم «بنات العم» الذى كتبه الثلاثى أحمد فهمى وهشام ماجد وشيكو، وقاموا ببطولته، ومن إخراج أحمد سمير فرج.
ولأن الجمهور قد سبق أن جرب هؤلاء الثلاثى الشاب فى أعمال سابقة مثل «ورقة شفرة»، و«سمير وشهير وبهير»، وغيرهما، فلذلك وبرغم الأحداث الجارية تجد دور العرض تعج بالجمهور لمشاهدة الفيلم.
وللحق لم يخذلهم الثلاثى فقدموا فكرة جيدة طريفة ومعالجة بسيطة دون فذلكة، ولكنها احترمت الضحك، مع محمد حفظى منتجاً من طراز خاص، فكما يقدم لنا الملهاة التى تحترمنا قدم لنا المأساة من خلال فيلم «أسماء» منذ شهور.
الشعب يريد أن يضحك من طول معاناة لا يعرف متى ستنتهى واستطاع «بنات العم» أن يضحك بعضا من الشعب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خميسي
باتنة الجزائر