كريم عبد السلام

الألتراس والدولة ومعنى الحكم

السبت، 04 فبراير 2012 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نكون أو لا نكون، الآن وقت الاختيار النهائى، وقت الحسم للأوضاع المائعة.. اختاروا بين البلطجة والدولة، بين الألتراس والبلد، بين الأمن والخراب، وإذا لم تستطيعوا أيها الجالسون فى مقاعد الحكم أن تحموا هذا البلد ومصالحه ومواطنيه فعليكم أن ترحلوا الآن وفورًا، إذا لم تستوعبوا ماذا تعنى إدارة الدولة ففارقونا، إذا فقدتم التحكم والسيطرة والردع فلن نبكى عليكم إذا سحلكم الغوغاء الغاضبون فى الشوارع أو اقتحموا عليكم مكاتبكم المكيفة، أما نحن فأقولها لكم: إننا نستطيع حماية أنفسنا وأسرنا ومصالحنا جيدًا.

أيها السادة، لم يعد هناك مجال لتخفيف العبارات واستخدام الكلمات اللطيفة فى غير مواضعها أو تملق هوس الفوضى التى يعتبرها البعض شكلاً من أشكال الثورة، لم يعد هناك مجال لاحتمال السفهاء والأغبياء فى الشارع أو فى مواقع الإدارة أو فى وسائل الإعلام، فالبلد على المحك، ويجب أن نرتب أولوياتنا بقلب ثابت وإرادة حاسمة، هل نريد عبور المرحلة الانتقالية واستتباب الأمن أم نريد الفوضى والسطو المسلح وحوادث الخطف والقتل فى عز الظهر؟ هل نريد دولة مؤسسات نصنعها على عيوننا أم ميليشيات متصارعة لا يأمن فيها الفرد على حياته أو عرضه أو ماله؟

الأولوية الآن للأمن على كل ما عداه، فالحياة والاقتصاد والاستقرار والمستقبل فى الأمن، ويجب أن يفهم الجميع ذلك، المجلس العسكرى والحكومة وجميع الأجهزة، كما يجب أن يعملوا على إيصال مفهوم الأمن للناس من خلال ردع الخارجين على النظام وحماية المواطنين المسالمين، ولن يتم ذلك إلا بأن تستخدم الدولة، ممثلة فى أجهزتها التنفيذية، حقوقها المشروعة فى القمع والسيطرة، وإذا لم يشعر الجميع بسلطة الردع الصارمة فلن تنتظم الحياة، ولن يلتزم أحد بالقانون، ولماذا يلتزمون إذا كانوا مضطرين لشراء السلاح لحماية أرواحهم وممتلكاتهم؟ لماذا يلتزمون ماداموا يرون الخارجين على القانون يرتكبون المذابح والبلطجة دون مواجهة؟

طبقوا القانون أيها السادة على الجميع، اقبضوا على المخالفين، شددوا قبضتكم ضد البلطجية والمخالفين، لأنكم أول من سيخضع للمساءلة والمحاسبة، وإذا لم يكن خوفكم على البلد يدفعكم للخروج من حالة التخبط والقبضة المرتعشة، فالخوف من المحاسبة العسيرة وقضاء بقية أيامكم وراء القضبان يجب أن يكون دافعًا كافيًا حتى تؤدوا واجبكم وتنهضوا بما عليكم من مسؤوليات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة