أكرم القصاص

العودة للدائرة المفرغة

السبت، 04 فبراير 2012 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختفت مجزرة بورسعيد خلف الكثير من الاتهامات والتحليلات. وبدا أنه تم نسيان ضحايا بورسعيد فى زحام رغبة كل طرف فى الإعلان عن نفسه. ولم ينتظر أحد نتائج تحقيقات، ولم يجر أحد تحقيقات بنفسه أو يقدم أدلة. جمهور بورسعيد يبرئ نفسه ويتهم غرباء وبلطجية، وقال بعضهم إن أربعة أتوبيسات دخلت بورسعيد الأربعاء، كانت تحمل بلطجية مسلحين احتلوا المدرج الغربى وهم الذين طاردوا مشجعى الأهلى. وقدم شهود بلاغاً اتهموا فيه عقيد شرطة بالتحريض. بعض السياسيين أشاروا إلى مخطط يُدار من «طرة» ينفذه الفلول، وقالوا إن أعضاء الوطنى المنحل، وبعض الشخصيات الأمنية، وراء الأحداث وأن التدبير للحادث قبل 10 أيام من الحادث. أما ألتراس الأهلى فقد اتهم المجلس العسكرى والمشير طنطاوى. والمتحدث باسم رابطة «ألتراس أهلاوى» اعتبر الأمر مؤامرة مدبرة.

لم يشر أحد لسوابق التحطيم والتكسير، واعتداءات من بورسعيد فى وجود الأمن. بيان تم نشره على مستوى واسع، بدا مرتبكاً وحمل خليطاً من الاتهامات والتهديدات. بصورة تفقد الألتراس التعاطف الذى حصلوا عليه من الحادث، وتغطى على خطورة المجزرة.

التراس الأهلى والزمالك تظاهروا أمام النادى الأهلى وهتفوا ضد مجلس الإدارة والمجلس العسكرى، واتجه متظاهرون إلى وزارة الداخلية، وحاولوا اقتحامها ووقعت اشتباكات وأطلقت الداخلية الغاز وسقط مصابون بالغاز، الصورة أن الألتراس هم من تظاهروا وانضم إليهم آخرون. لكن رابطة مشجعى النادى الأهلى، «ألتراس أهلاوى»، نفت فى رسالة عبر «فيس بوك» وقالت: «ارحمونا من الشائعات، ألتراس أهلاوى يدفن شهداءه ويتقبل فيهم العزاء، وغير موجود وليس له أى صلة بما يحدث الآن أمام وزارة الدخلية». الألتراس نفوا أنهم تظاهروا وهاجموا الداخلية، من فعلها إذن؟. خاصة أن مهاجمة الداخلية مثل محاصرة ماسبيرو قفزة أخرى فى الهواء.

الألتراس نفوا أنهم هاجموا الداخلية، ولم ينفوا بيانا منسوبا إلى «ألتراس أهلاوى» وألتراس ميادين توعدوا المشير محمد حسين طنطاوى بالانتقام. البيان يحمل تهديداً ويعطى انطباعاً بالاتجاه للتصعيد والانتقام مع اتهامات بالخيانة ويصور الألتراس كأنهم قوة فوق الدولة.

وحمل البيان رأس المشير أولاً. ويصف الألتراس بأنهم «سيف ودرع الثورة». البيان بما فيه من تهديد، أقرب إلى بيانات ائتلافات الثورة، لكنه يحمل قدراً من التناقض، كما أن التهديد فيه يتناقض مع نفى الألتراس مهاجمة الداخلية.

التناقضات فى قضية الألتراس والمتحدثين باسمهم، تكشف عن غياب للتنسيق، كما يشير إلى أن هناك أطرافا تدفع نحو إشعال الأمور أمام الداخلية ليسقط ضحايا يساهمون فى إشعال الأمور، ونفس الأمر فى السويس حيث تطورت المظاهرات إلى مصادمات وضحايا جدد، وهو ما يسحب القضية إلى اتجاهات فرعية تضاعف الشعور بالخسارة، وترفع حالة الاحتقان والإحباط. كيف يتحول الحزن على ضحايا بورسعيد إلى مصادمات يسقط فيها ضحايا جدد. لتبدأ الدائرة المفرغة مرة أخرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة