حينما تسمع مجرد اسم عادل إمام ستجد نفسك وبقدرة قادر قد ابتسمت، فقد ارتبط اسم هذا الرجل صاحب التاريخ الطويل بالبهجة والسعادة، استطاع من خلال مشواره الفنى الذى تجاوز الأربعين عاما أن يتواصل مع كل الأجيال أياً كانت اتجاهاتهم أو عقيدتهم أو طبقاتهم، انحاز للشخصية المصرية البسيطة فى أدواره ومثّل الطبقة الكادحة وأصبح المتحدث الرسمى باسمها من خلال الوسيلة الأخطر على الإطلاق، وهى الفن، اختلف العرب فى أشياء لا حصر لها ولكنهم اتفقوا جميعاً على حب عادل إمام لدرجة أنك إذا سافرت أى بلد عربى سوف تجدهم يسألونك عن الأهرامات والنيل وعادل إمام!
تخطى عادل إمام كونه ممثلاً أو كوميديانيا أو نجم النجوم، ووصل إلى ما هو أعمق بكثير، حيث أصبح من التراث الشعبى لهذا الوطن وأنا أتحدى أن يخلو شارع بمصر لا يذكر فيه عادل إمام يومياً سواء عن شىء يخصه أو جملة قالها بفيلم أو مسرحية، وأكبر دليل على صحة كلامى بعض الإفيهات التى قالها عادل إمام التى أصبح الجميع بالعالم العربى يستخدمونها فى تفاصيل حياتهم اليومية مثل (ده أنا غلبااان) (أنا اسمى مكتوب؟!) (بلد بتاعة شهادات) (أنا تعبان أنا) وغيرها من الجمل الشهيرة التى دخلت القاموس المصرى والعربى.
من ينسى تاريخ هذا الرجل الذى حارب بفنه المؤثر، الإرهاب فى التسعينيات، وقدم الإرهابى للينين الرملى، وقدم مسرحيته سيد الشغال فى أسيوط بعد حادث بشع ليزيل الاحتقان وقتها بالضحك، معرّضاً حياته للخطر، من ينسى أنه كان خير سفير لمصر بالعالم العربى سواء على الصعيد الفنى أو على الصعيد الشخصى، فهذا الرجل حينما يسافر لدولة عربية يستقبل استقبال الملوك والرؤساء، وأنا سافرت معه وشاهدت ذلك بأكثر من دولة، من ينسى أفلامه التى انحازت للمواطن على حساب النظام؟! أليس عادل إمام هو أول من صرخ قائلاً: آآه أمام مجلس الشعب فى رائعة وحيد حامد، النوم فى العسل؟ أليس عادل إمام هو من قال (إحنا عايشيين فى زمن المسخ) فى يعقوبيان 2006؟ أليس عادل إمام هو من قال (البلد دى اللى يشوفها من فوق غير اللى يشوفها من تحت) للكاتب نفسه بطيور الظلام؟! أليس عادل إمام هو من شاكس الأثرياء وهاجمهم لصالح فقراء هذا الوطن؟
بعد كل هذا التاريخ والذى لم أستطع سرد ربعه بعامودى ُيتهم عادل إمام ويُحكم عليه بالسجن لإساءته للدين الإسلامى، كما لو كانت النماذج التى هاجمتها أفلام عادل إمام لها صلة بالدين الإسلامى الحنيف!!
ارفعوا أيديكم عن عادل إمام وكفانا تشويها فى رموزنا واتقوا الله علّه يجد لنا مخرجاً.