ولد الهدى فأنار القلوب والعقول وعرف الإنسان طريق النور والهداية، وبالتالى عرف السعادة والقرب من رب العالمين والهناء بعطية السماء إلى الأرض. إنه الرسول الخاتم الذى حمل للبشرية خطاب النور من السماء العلا لكى لا يضلون ومن ثم تنجلى بصائرهم فيتحررون من رق الوثنية والشرك والضلال. لقد جاء بحرية العقل والوجد.
إن القلوب والعقول عقلت دعوته وعرفت أنه ربط القلوب بشجرة الإيمان النورانية الأزلية التى باركها الله سبحانه وتعالى وربط العقول بمنطق الحق والعدل والفضيلة لكى تصح الحياة ويكون النماء والضياء والتكافل والتعاون بين البشر.
ولد ساجداً صلى الله عليه وسلم وصاحبه نور انتشر لكى يصل إلى الشام وبلاد فارس ويوم مولده انطفأت نار المجوس وتصدع إيون كسرى وعرف رهبان وأحبار اليهود أن النبوة لم تعد فيهم بل أصبحت فى العرب. كان عليه الصلاه والسلام بدرًا منذ صباه إلى نزول الوحى عليه فى غار حراء فأصبح كالشمس تضىء الكون كله بالإيمان الحق والطهر والنقاء والعفة، ولطم إبليس وجهه الأسود الملعون لتعاسته بميلاد النبى الخاتم ولحتمية فشله فى السيطرة على العالم ومن فيه فهو عدو الإنسان "ولا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين".
لم يحرر الإسلام ونبيه الذى لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام العبيد ولكن حرر الأنثى كطفلة بمنع وأد البنات وكامرأة عندما قال "النساء شقائق الرجال، وقال صلى الله عليه وسلم : "إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق" فبهذه الأخلاق غزا الإسلام العالم القديم كله وآمن به الملايين وكانت السيرة النبوية العطرة خير دليل ومرشد لطريق الهداية. كان صلى الله عليه وسلم يحنو على الفقير والضعيف والأهل، قال المصطفى خير البشر عليه أذكى السلام "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى" ووصى القرآن بالوالدين" ولا تقل لهم أف ولا تنهرهما....".
وكانت رحلة الإسراء ثم المعراج الدليل على إمامته لرسل الله سبحانه وتعالى عليهم السلام فى الدنيا قبل الآخرة، ثم المعراج الذى كان الدليل على علو مكانته وحب رب العزة له عليه الصلاة والسلام.
إنه صلى الله عليه وسلم الوحيد الذى عبر إلى عالم الغيب ثم العودة إلى عالم الشهادة ليبلغنا بأمر الفروض الخمسة التى بها يناجى العبد ربه طوال حياته. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النور والهداية والرحمة. إنه الشفيع.. إنه حبيبنا وحبيب الله عز وجل.