هانى عزيز

كل أزماتنا.. أخلاقية

الأربعاء، 08 فبراير 2012 09:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل أزمة فى حياتنا، سياسية، اجتماعية، رياضة، تموينية، بوتاجاز، بنزين سببها الأصلى أزمتنا الأخلاقية، هذه كلمات الكاتب الكبير أحمد رجب.. وهى كلمات تعبر عن حال المصريين.. فما يحدث الآن نتيجة طبيعية للتردى الأخلاقى الحاصل فى المجتمع.. فيبدو أن الجسم المصرى فقد المناعة الأخلاقية، حتى بات من السهل جدا ظهور جرائم لم يرها الشعب المصرى أو يسمع بها من قبل.. فغياب قيم كثيرة عن المجتمع هو الذى أوصلنا إلى الوضع الحالى الذى نحن فيه.. فغياب قيم التسامح وقبول الآخر والغفران والعطاء والإيثار والحب بدون شروط.. نعم غيابها جعلنا أعداء لأنفسنا وللآخرين.. فنحن نقتل أنفسنا حتى يفشل الآخرين فى التقدم إلى الأمام.. إلى غد أفضل يحمل الخير لمصر.

جرائم كثيرة حدثت فى الأيام الماضية، جرائم لم يكن المصريون يسمعون عنها، فجرائم السطو المسلح شاهدناها فقط فى أفلام الأكشن الأمريكية، فحوادث السطو المسلح المتكرر على البنوك والشركات والمحال، يبدو أنها سوف تصبح جزءًا من واقع المصريين.. ويبدو أيضًا أننا دخلنا مرحلة فوضى من تاريخ مصر لم تعرفها من قبل.

وما لم تعرفه مصر أيضًا من قبل مجزرة مثل مجزرة بور سعيد فبالرغم من أن التحقيقات فى مجزرة بورسعيد تشير إلى أن هناك محرضا ومدبرا وراء مذبحة بورسعيد.. فالجريمة تقول إن التربة المصرية أصبحت تربة صالحة وخصبة لزراعة أى قيم سلبية يمكن أن تشيع الفوضى وعدم الاستقرار وتعود بالشر على أرضها.. فلقد تم اغتيال مصريين بدم بادر وقلب لا يعرف الرحمة، وفى اعتقادى الشخصى فإن الجريمة تحمل فى طياتها قتل على الهوية، نعم قتل على الهوية.. لقد أصبحنا طائفيين لأبعد الحدود فهذا مسلم وذاك مسيحى، وهذا مشجع للنادى المصرى والآخر مشجع للنادى الأهلى، أصبحنا ثنائيات متنافرة متضادة لا تجتمع مع بعضها البعض وأن اجتمعت تحدث كارثة، والبيت المنقسم على ذاته يخرب.

ولا أعتقد أن هناك أحداً منا يريد خراب مصر.. فلنتحد فالاتحاد قوة فلنتحد من أجل مصر ومن أجل أبنائنا.

قلت قبل ذلك فى حادث كنيسة القديسين إن الحادث لم ولن يكون الأخير ما لم يتم القضاء على الأسباب التى أدت لها.. ولا أعتقد أن مجزرة بورسعيد سوف تكون الأخيرة، فهى امتداد لمجرزة نجع جمادى وكنيسة القديسين، التى لم يظهر من وراءها حتى الآن ولن يظهر لأن الحقيقة دائما ما تموت مع الضحية هذا إن كان أحد من الضحايا يعرف من هو.. هناك أسباب كثيرة وراء العنف الحاصل فى المجتمع يجب القضاء عليها حتى يعود السلام إلى المجتمع.. وكما قلت فإن مذبحة بورسعيد لن تكون الأخيرة ما لم نقف على الأسباب ونعالجها.

أعزائى القراء.... هناك حوداث طائفية وإجرامية كثيرة حدثت ودقت أجراس الإنذار بأن المجتمع فى خطر، إلا أنه لم يتحرك أحد لمعالجة الأمور حتى تعود إلى نصابها.. فالأعوام الأربعون الأخيرة حملت الكثير من الجرائم التى تحمل طابع العنف الطائفى من حادثة أخميم والخانكة فى بداية السبعينيات إلى حادثة القديسين العام المنصرم وبالرغم من أن جريمة بورسعيد جريمة فريدة من نوعها ولم تحدث من قبل إلا أنها تعتبر استمرارا للعنف الحاصل والمتواصل فى المجتمع، والخلاصة أن كل أزماتنا أخلاقية وما لم نتحلى بالأخلاق الإنسانية والمصرية من حب وتسامح وقبول للآخر وعطاء وإيثار فسوف يغرف المجتمع فى العنف والفوضى ولن يكون هناك ناجى واحد.. فلنعد إلى أخلاقنا قبل فوات الأوان.
* أمين عام جمعية محبى مصر السلام.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد رمضان

مصري

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود رمضان

غير صحيح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة