من صنعها ومن حماها ومن يفهمها ومن يحق له الحديث باسمها؟. نتحدث عن ثورة يناير، التى نجحت بالجميع، وتعدد المتحدثون باسمها، أفرادا وجماعات، يدعى كل منهم أنه الذى صنعها، وحماها ويفهم أهدافها، ومن يختلف معه إما «مش فاهم»، أو مش عارف، أو معادى.
المجلس العسكرى قال إنه حمى الثورة، وأعلن من البداية أنه لن يوجه رصاصة للمصريين مثلما فعلت الشرطة. أو مثلما فعلت جيوش فى سوريا وليبيا. بعض المتحدثين باسم الثورة يقولون إن المجلس لم يكن له خيار آخر، غير الانضمام لثورة شعبية ضخمة، وأنه بعد تسلم السلطة قتل من المصريين أكثر مما فعل مبارك وداخليته فى ماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء. وأنه يريد أن يبقى فى السلطة. المجلس يرد بأنها ضرورات المرحلة، وأنه قدم كل ماعليه، وأنه حرص على ألا يتركها لفصيل أو تيار.
الإخوان أيضا أعلنوا أنهم هم الذين حموا الثورة، ودعموها وأنهم وقفوا ودافعوا عنها خاصة فى موقعة الجمل، وأن انضمامهم كان عامل حسم. لكن بعض المتحدثين باسم الثورة قالوا إن الإخوان رفضوا المظاهرات فى 25 يناير، وشاركوا متأخرين بعد أن عرفوا اتجاه النصر. وأنهم تفاوضوا مع نائب الرئيس عمر سليمان، وتعاونوا مع حكومة شفيق. ولعبوا سياسة من 11 فبراير، واستعدوا للانتخابات ليفوزوا بأغلبية برلمان جاءت به الثورة، والآن يهاجمون الثوار.
القضاة يقولون أنهم مهدوا لثورة، يرى الشباب أنهم هم من دفع ثمنها من دمهم، وأنهم هم من فعلوها، وهم من يفهمونها ويدافعون عنها، اتهموا المجلس العسكرى بمخاصمة الثورة، واتهموا الإخوان بالتحالف مع العسكر. وخاصموا الاثنين. هناك من يتهم العسكر والقضاء والإخوان بأنهم ضد الثورة. ويرى أصحاب الاتهام أنفسهم أكثر فهما لأهداف الثورة، وأكثر ثورية، ويرفضون أى انتقاد. يقولون إن مجلس الشعب باع الثورة. بعضهم يتطرف، ويتهم الشعب نفسه أنه باع الثورة، وصوت لمن لم يصنعوها.
الإخوان كانوا ينظمون اعتصامات فى برلمان مبارك من أجل غزة، ويرفضونها من أجل دماء المصريين . ورئيس المجلس الدكتور الكتاتنى اعتصم فى برلمان سرور 2009، والآن يعارض اعتصام النواب. النواب يعجزون عن توصيل رأيهم فى المجلس، ويلجأون للفضائيات . الجماعة ترد بأنها ليست ضد التظاهر، لكن ضد هدم مؤسسات الدولة، وليسوا ضد الاعتصام من أجل قضية واضحة.
اتسع الخلاف بين الثورة والبرلمان والقضاء. الإخوان جاءوا بانتخابات، والانتخابات جاءت بفضل الثورة.. ثورة جماعية لايمكن لأحد ادعاء ملكيته لها. وليس من المصلحة هدم القضاء، والبرلمان، والسخرية من الشعب.
القضية ليس من حمى الثورة، بل من يحمى أهدافها «عيش، حرية، عدالة اجتماعية». أهداف تاهت وسط صراعات، تطيح بالحوار لصالح الاستبداد. ليست القضية من حمى الثورة، بل من يريد احتكارها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوامام
ايه استاذ انت توهتنا ليه بس
عدد الردود 0
بواسطة:
الثعلب المكار
الشعب مصدر السلطة
والشعب انتخب مجلسه
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الصغير
الثورة قام بها الشعب ، والشعب أعطى ثقته للإخوان ..
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري جدا
قطار الاخوان ...