هذه وشوشة فى آذان أهالى بورسعيد الأحباب الغاليين.. الأذكياء النابهين..
يا أحرار بورسعيد؛ قولوا آسفين، واعلموا أن: «كل بنى آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون». وقد شرع الله (سجود السهو)، كنوع من أنواع الاعتذار لله عز وجل من المسلم إذا نسى فى صلاته، بزيادة أو نقص، أو تقديم أو تأخير..
والاعتراف بالخطأ فضيلة، والاعتذار عنه أفضل، وثماره عظيمة أولها رضا الله عز وجل، فالله سبحانه يرضى عن عبده الذى يقف بين يديه معتذرا معترفا بخطئه، ويفرح بتوبته وأوبته.. ومن ثماره إشاعة روح الإخاء، فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يسلمه، و«مثل المسلمين فى توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، وتآلفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ومن ثماره إنهاء الفتنة والخصومات (.. ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)..
إن الاعتذار عن الخطأ أمر عسير على النفس- إلا النفس القوية المؤمنة التى تحصنت بقوة إيمانها، ومراقبتها لربها سبحانه وتعالى - وأجر الاعتذار عظيم، يقول تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}.
تعالوا معًا ننشر ثقافة الاعتذار، فى زمن عز على الناس أن يعتذروا.. وإياكم والكبر السياسى، والغطرسة، والبطر.. ولا تخافوا من النقد.. فنحن فى حاجة ملحة إلى ثقافة الاعتذار، وغرسها وتعميقها فى مجتمعاتنا وبيوتنا، وهيئاتنا.
الاعتذار له مفعول السحر على النفوس؛ يلين القلوب الغليظة، ويمحو الخطايا، ورب كلمة توقد حربا، ورب كلمة اعتذار لطيفة تطفئ نيران الفتن التى قد تأكل الأخضر واليابس (عفوًا الأخضر والأحمر).
يا أذكياء بورسعيد أعلم أنكم لستم وحدكم المخطئون.. وأن هناك عملاء ومندسين.. ولكن يكفى أن يكون هناك واحد من أبنائكم قد شارك فى الجريمة.. لتعتذروا؟
ويكفى أن الأهلاوية كانوا ضيوفًا فى بلدكم.. فكونوا كرماء مع ضيوفكم.. لتعتذروا؟
.. فاعتذروا.. وكونوا عند حسن ظننا بكم..
وهذه رسالة أرسل منها نسخة طبق الأصل لكل من: المجلس العسكرى- الحكومة - وزارة الداخلية - مشجعى النادى الأهلى - كل أحزاب وحركات وائتلافات مصر- كل رجال الإعلام.. وكل من لم يحم بلدنا مما حدث..
اعتذروا جميعًا.. سامحكم الله.