المجلس اليوتيوبى العظيم

مجلس الثورة تهمة يحاول عديدون إلصاقها بمجلس الشعب المصرى الحالى. بالطبع هذه تهمة يجب أن يتبرأ منها أعضاء المجلس الحالى، لأنهم لم يقوموا بالثورة بل قام بها شباب مصر منذ يوم 25 يناير بعد أن أشعلوا شرارة الحرية للقضاء على نظام استبدادى فاسد. وبعد ذلك قفزت جماعات لها أيديولوجيات مختلفة على الثورة بتعضيد رأس مال خليجى.
فى العهد القريب كان أعضاء مجلس الشعب الحالى فريق منهم يسبح بأعمال النظام داعياً لعدم الخروج عن طاعة الحاكم وفريق آخر له صولات وجلسات لإدخالهم سيد قراره «حسب ما ذكره السيد مهدى عاكف» وتغير الحال بهم وتمكنوا من مجلس الشعب.

وحسب اعتقادى الشخصى أن مجلس الشعب الحالى لا يطلق عليه مجلس شعب بل مجلس اليوتوبيا العظمى أو مجلس المدينة الفاضلة.

هدف مجلس اليوتوبيا ليس حل مشاكل الشعب من فقر ومرض وجهل بل هدفه وعمله الوحيد هو تسليم الشعب لله عز وجل عن طريق إقامة الصلوات فى أوقاتها ومنع تدريس اللغة الإنجليزية لكونها لغة أهل الكفر وإظهار بطولات وهمية بالكذب والدفاع عن لحية ضابط هنا أو عقيد هناك، هذا عمل أعضاء مجلس الشعب الحالى!

والواقع يؤكد أن مجلس اليوتوبيا المصرى لا يهمه مشاكل المصريين المزمنة والملازمة للمواطن المصرى منذ نعومة أظافره مثل الفقر والجهل وسوء التغدية ولا يهمه استثمار أو ادخار لا يهمه هدم السياحة المورد الثانى للدخل القومى المصرى.. لا يهمه زيادة عدد العاطلين 9 ملايين عاطل وهو عدد العاملين بالسياحة.. لا يهمه العمل على لم شمل المصريين جميعاً فى وحدة واحدة للصالح العام لا يهمه السلام الاجتماعى والعمل بالقانون وسيادة الدولة، فكأن عمله الرئيسى هو تطبيقه لشرع الله ونشر صحيح الدين والعمل على تقنين القوانين الوضعية بما لا يخالف شرع الله، فسيسعى للقضاء على البنوك المصرية وقريباً طرد البنوك الأجنبية، وأخيراً سوف يحاول أعضاء مجلس اليوتوبيا التحكم فى الدستور من خلال تمكنهم من مجلس سيد قراره لوضع دستور جديد يأتى على هواهم.