خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الحرام والحلال فى انتخابات الرئاسة

يسأل هذا الشاعر الفاتن أمل دنقل، رحمه الله، عن الحلال والحرام على مقعد السلطة، فيقول:
«لا تسألنى إن كان القرآن مخلوقًا أم أزليّا، بل سلنى إن كان الحاكم لصًا أم نصف نبى».
 
«أمل» هنا لم يكن يقصد الخوض فى فتنة المعتزلة حول خلق القرآن، وهى الفتنة التى تعلم أنت أنها تكسرت على صخرة صمود الإمام أحمد بن حنبل، لكن «أمل» أراد أن تتغير بوصلة أهل الفتوى من مطاردة البسطاء من الغاضبين والثائرين والحالمين بالإصلاح بين الناس، إلى مداهمة قصور أهل السلطة، وتعقب الخارجين على إرادة الله فى إقامة العدل على الأرض.
ولو أن «أمل» حىّ بيننا لسأل: كيف طاردت الفتاوى منذ التنحى فى 11 فبراير حتى اليوم كل فعل شعبى فى الشارع، ولم تقترب لمرة واحدة من الذين يقبضون على عصا الحكم، أو حتى المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة؟

سمعنا عن تحريم الإضرابات والاعتصامات الفئوية، وسمعنا عن الفسوق والعصيان فى تهديد استقرار مصر عند رفع مطالب الحريات على بوابة البرلمان، لكننا لم نسمع عن تحريم الكذب فى الدعاية، أو فسوق المرشحين الذين يتلقون تمويلاً خارجيّا، أو تأثيم الصفقات السرية التى يعقدها بعض المرشحين مع كهنة البرلمان، وسدنة العسكر. 

هل صفقات خديعة الناس حلال أم حرام؟ هل تلقى المعونات فى دعاية المرشحين فضل أم غدر؟ هل الوعود الانتخابية الكاذبة التى تغازل أحلام الناس بلا خطط سياسية واقتصادية عدل أم بهتان؟ هل مناورات الأغلبية البرلمانية بين المرشحين، بحثا عن صيد سياسى أكبر، تنتمى إلى ما تعلمناه من قيم الرسول، صلى الله عليه وسلم، وسلوك الصحابة، أم مما تتلوه شياطين الحكم، وتحركه شهوات السلطة؟!

أقول ما قاله «أمل»: «لا تسألنى إن كان القرآن مخلوقًا أم أزليّا، بل سلنى إن كان الحاكم لصًا أم نصف نبى».