عاتبنى بعض الأصدقاء من التيار الإسلامى على ما كتبته فى مقال سابق عن تفضيلى ترشيح حمدين صباحى للرئاسة وأبوالفتوح نائبا له، وعاتبنى آخرون لوصفى مرشحهم حازم أبوإسماعيل بأنه يفتقر للخبرة السياسية، واحتج أصدقائى اليساريون لأنى لم أناقش فرص المرشحين الاشتراكيين.
وإذا كان العتاب على قدر المودة فإننى أشكر كل المعاتبين رغم خلافى معهم فى تقدير أوزان المرشحين وحظوظهم من النجاح، خاصة أنه لا توجد استطلاعات رأى عام محايدة ودقيقة، ولابد أن أوضح أن مقصدى بالأساس هو توحيد جهود معسكر قوى الثورة فى معركة الرئاسة بحيث ينجح فى هزيمة مرشحى الفلول، لأن التنافس بين مرشحى الثورة وهم مشتتون، سيصب فى مصلحة مرشحى الفلول من رجال مبارك وبعض كبار السن ممن تجاوزوا الـ75 ربيعا!!
قائمة مرشحى الثورة طويلة وقابلة للزيادة، وفى مقدمتها أبوالفتوح وحمدين وأبوإسماعيل والحريرى وخالد على، ورغم ما بينهم من خلافات فإنهم يقفون بحسم مع التغيير الحقيقى وهدم نظام مبارك وإقصاء أفكاره ونخبته العجوزة، أى أن أفكارهم وبرامجهم متشابهة إلى حد كبير، والقاعدة الاجتماعية التى تدعمهم واحدة تقريبا، وقدراتهم على تمويل حملات انتخابية قوية محدودة، وبالتالى إذا خاضوا الانتخابات بدون توحيد الجهود أو التنسيق فيما بينهم، فإن أيا منهم لن يتمكن من حسمها فى الجولة الأولى، وربما لن يتمكن من دخول جولة الإعادة مع أحد مرشحى الفلول.
إن المعركة الرئاسية مختلفة بكل المقاييس عن انتخابات البرلمان، فمصر ستكون دائرة واحدة، والمرشح القادر ماديا على شراء الوقت والجهد عبر وسائل الإعلام وبتكلفة مادية عالية سيصل للناس ويتلاعب بأفكارهم ومشاعرهم، لذلك توصف انتخابات الرئاسة بأنها أكبر عملية خداع تسويقى، حيث يبيع خبراء الحملات الانتخابية الرئيس للناخبين تماما كما يبيعون مسحوق غسيل أو نوعا جديدا من المشروبات الغازية، وهذا الوصف لا يعنى الاستهانة بوعى الشعب المصرى أو بشعوب عريقة تمارس الديمقراطية، لكنه للأسف وصف دقيق، وواقعى للغاية.
بيع الرئيس عملية مكلفة وتبدأ باختيار أزيائه وطريقة كلامه انتهاء ببرنامجه السياسى، وأعتقد أن كل مرشحى الثورة لا يمتلكون الأموال الكافية لمنافسة الحملات الانتخابية للفلول، والتى بدأت بالفعل وظهرت فى الشوارع بالمخالفة لقواعد وتوقيتات بدء الدعاية التى أعلنت لجنة الإشراف على الانتخابات الرئاسية مواعيدها.
إذن مقدمات المعركة فى غير صالح مرشحى معسكر الثورة، ومن الأفضل البحث عن مرشح للرئاسة يعبر عن توافق القوى التى صنعت الثورة، ووقفت معا قبل أن يضربها الخلاف والانقسام فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والمطلوب حتى نحمى ثورتنا ونحقق أهدافها أن نعيد توحيد صفوفنا فى معركة الرئاسة، ضمن فريق معسكر الثورة، وإذا نجحنا عبر الحوار والتفاوض والعمل المشترك فى صياغة رؤية وبرنامج لمرشح رئاسى باسم الثورة، وثلاثة نواب يمثلون كل فصائل الثورة، سنكون ضمنا الفوز بالرئاسة والنجاة من آفة الانقسام والاستقطاب بين القوى الإسلامية والقوى المدنية.
آن الأوان أن ينتهى هذا الانقسام والصراع من أجل مصر وثورتها العظيمة وأن نتوافق على حمدين رئيسا، وهذا رأيى واجتهادى الشخصى، باعتباره مرشحا أقرب للقوى المدنية وقوى اليسار، وأكثر تفهما وتعاملا مع التيار الإسلامى، وباختياره يتحقق توازن سياسى مطلوب يباعد بين التيار الإسلامى واتهامه بمحاولة السيطرة على البرلمان ومنصب الرئيس والدمج بينهما.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شكري
مقال محترم لكاتب كبيرررررررررر
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة ماهر
الاخوان المسلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
ع
ياناس افهموا
عدد الردود 0
بواسطة:
المواطن مصري
مقال محترم لا يقابلة الاكل احترام واللي عايز طاغية