دائماً ما أركز فى أحاديثى الإعلامية على مسألة ضرورة تطور الحياة السياسية المصرية لكى تواكب تسارع الأحداث، ولكى تكمل الثورة أهدافها، وأنا من المؤمنين بأن ذلك التطور يحدث عن طريقين، الأول، هو تجديد الفكر السياسى المصرى بأبعاده المختلفة الليبرالى والإسلامى واليسارى، والطريق الثانى يكون بالممارسة والتعلم والاعتراف بالأخطاء فذلك نصف الطريق لحلها.. شخصيا أرى أن إمكانية التطور لا تستثنى أحدا فالجميع له الفرصة لهذا التطور، فقط تحتاج إلى توافر الإرادة الحقيقية لتحقيق ذلك. ولعل أكبر مثال على إمكانية حدوث التطور السياسى المأمول هو ما أثير فى الفترة الماضية، حول النائب أنور البلكيمى الذى ادعى أنه تعرض لمحاولة اغتيال من مجموعة من البلطجية، ولكن بعد ذلك اكتشف الجميع أنها مجرد أكاذيب وادعاءات لا أساس لها من الصحة، اختلقها النائب المذكور لطمس حقيقة إجراء عملية جراحية فى أنفه، وهو الأمر الذى ربما خاف النائب من ردود أفعال البعض من المتشددين، مما دفعه لاختلاق تلك الأكذوبة، ولكن الذى يعنينا هنا هو رد فعل حزب «النور» وبغض النظر عن النوايا التى لا يعلمها إلا الله وحده، فإن تصرف حزب «النور» يثير الإعجاب والاحترام، فالحزب لم يتوان عن فصل نائبه البرلمانى بعد ظهور الحقيقة، معربين عن إدانتهم لهذا الأمر الذى يخالف الأخلاق والمبادئ الإنسانية، قبل أن يخالف الدين نفسه، فالحزب لم يستخدم هذه المرة شعارات دينية لتبرير ما حدث، بل تصرف سياسيا كما يليق وبما تعودت عليه حتى كبرى الأحزاب بالدول الديمقراطية المتقدمة.. ففصل النائب تصرف محترم يكشف عن أنه لابد أن يكون هناك على الأقل حد أدنى للقيم والمبادئ لكى نحكم العمل السياسى، ومع تأكيدى على اختلافى الفكرى مع حزب «النور» إلا أننى احترمت ما فعله وادعته جميع الأحزاب بأن تستفيد من رد فعل حزب «النور».. واعتقد أننا سنكون أمام حالات أخرى تكشف تطور الأحزاب والحياة السياسية المصرية بالممارسة ونقد الذات..
ويبقى أن أعترض على بعض الأصوات التى تركت التصرف اللائق من حزب «النور» وتحدثت عن تحريم عمليات التجميل عند بعض التيارات السلفية، فيا سادة لسنا هنا فى جدال عن فقههم، فنحن فى عملية سياسية يكون الحكم عليها بالمعايير السياسية، وليس بالمعايير الدينية، فحزب «النور» فصل النائب ليس لأنه قام بعملية تجميل بل لأنه خدع الناس وادعى أمرا لم يحدث.. مثل تلك التصرفات والقرارات تجعلنى دائما متفائلا بالمستقبل، رغم العبث الذى يلوح فى الأفق معظم الوقت فى واقعنا السياسى والاجتماعى.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر - omardealo
رؤية ممتازة
عدد الردود 0
بواسطة:
كرولوس مهتدى
فين هذا الاحترام منذ اكثر من عام الان علمتم ان هؤلاء الاخوه محترمون لكم الله يا سلفيين
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن فكري
مقال راااااااااااااااااااائع
شكرا علي المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطنة مصرية
شكرا
لكم جزيل الشكر على الانصاف والحياد.
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
اعلامى منصف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
يا استاذ احمد خيري التعليقات امانه من الواجب نشرها
عدد الردود 0
بواسطة:
hany
أنا أحترم حزب النور جدا
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود القاضي
جزاك الله خيراً علي إنصافك لإخوانك
جزاك الله خيراً علي إنصافك لإخوانك