نحن نحيا على الأرض، هذا واقع لا يمكن إنكاره، لكن هل هذه حياة سرمدية على هذه الأرض؟ بالقطع لا.. إذن إلى أين المسار؟
نحن ننطلق من عالم الشهادة إلى عالم الغيب، حيث يقام العدل الإلهى، حيث من عمل مثقال خير يره ومن عمل مثقال شر يره.. إننا نسير من الدنيا حيث الغربة إلى موطننا الأصلى.. إننا ذاهبون حيث تبيض وجوه وتسود وجوه.. إننا ذاهبون حيث لا غربة بل حيث أزلية النعيم أو عقاب دائم. الدنيا خادعة كالرمال المتحركة عاشقها مآله الغرق فى الطين ليخرج إلى حساب عسير ونار أزلية.
كان الإمام على رضى الله يقول للدنيا «غُرّى غيرى»، وذلك لأن الإنسان لو أدرك أن متاع الدنيا إلى نهاية ويسعى إلى الكنز الباقى فى الآخرة لأخذ منها ما لا يشغله عن ربه، فليبن ويشيد ويزرع ويحصد شرط أن يكون كله حبا خالصا لله وفى الله.. أما أن يقع فى غرام الدنيا بمتعها المحدودة الرخيصة، فقد اختار المحبوب الخطأ والطريق الخطأ، أى اختار سكة الندامة والسقوط من الرفعة إلى الحضيض. ومادامت النفس مسلطة على الإنسان فيكون كالأعمى الذى يسيطر عليه لص يسرق من بصره البصيرة والحكمة من قلبه.
إذا أراد العبد أن يقترب من الكمال وعوالم النور والجمال والحق فعليه أن يحطم قيود الدنيا التى تحد من انطلاق روحه حتى تشرب من كؤوس الحب الإلهى.
فليدرك الإنسان بعين قلبه وبعقله أن باب السعد والخلود فى نعيم الله ورضاه هو رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «ولكم فى رسول الله أسوة حسنة».. وكون أن الله سبحانه وتعالى بذاته المقدسة يصف رسوله عليه الصلاة والسلام بالأسوة الحسنة، فهذا الجمال وهذا الحسن يفوق كل خيال وكل وصف. إنه جمال الإنسان الكامل حبيب الله وخاتم الأنبياء والرسل فالهناء كل الهناء لمن سارعلى هداه.. اللهم صل عليه صلاة لايحدها مكان ولا زمان وتسير عبر الأزمان.
قال الله تعالى «قل لو كنتم تحبون الله فاتبعونى».. هذه نصيحة الله لعباده إذا كان سعيهم هو نيل رضاه والفوز بسعادة الدنيا والآخرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة