عادل السنهورى

صورة سرور فى مجلس الشعب

الأربعاء، 14 مارس 2012 08:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اندهشت من قرار رفع صورة الدكتور فتحى سرور، آخر رئيس لمجلس الشعب قبل ثورة يناير، من المكان الذى يضم صور رؤساء المجلس السابقين منذ بدء تاريخ الحياة النيابية فى مصر عام 1866.

لا أعرف من أصدر قرار رفع صورة سرور، واعتبارها من «مخلفات رموز النظام السابق»، رغم أن مثل هذه القرارات لا يصدرها إلا مسؤول فى حجم الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس المجلس، أو الأمين العام. ولا أدرى ما الفائدة التى سوف يحققها قرار رفع الصورة من متحف تاريخ رؤساء المجلس السابقين منذ عهد الخديو إسماعيل، إلا إذا كان ذلك سلوكا غير مسؤول من صاحب القرار فى إطار «نفاق الثورة»، برغبة انتقامية غير مبررة، وغير مفهومة، من صورة أصبحت وصاحبها فى ذمة التاريخ.

فهل ارتاح الضمير الثورى لصاحب قرار رفع الصورة، وقدم من أجل ذلك خدمة عظيمة وجليلة لمصر وللثورة والثوار؟

ذات السلوك كنا ننتقده عندما كنا نشاهد الأفلام القديمة قبل ثورة يوليو 52، والتى تظهر فيها صورة الملك فاروق فى خلفية أحد المشاهد بظلال سوداء فى محاولة عبثية لمحو فترة زمنية من تاريخ مصر، قام بها بعض المنافقين والمزايدين، رجال كل العصور، فى الأيام الأولى للثورة، ومازالوا حتى الآن يمارسون نفس السلوك.

رفع صورة سرور من مجلس الشعب سلوك أحمق، لأنه لن يحقق الأهداف الإنسانية النبيلة لثورة يناير فى تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، ولن يجنى سوى تعميق السلوك الانتقامى العبثى، بعيدا عن المسار الحقيقى للثورة وأهدافها. فالدكتور سرور أصبح شيئا من الماضى، وتقييم أدائه السياسى، والحكم عليه متروك للتاريخ، لكنه سيظل جزءا من تاريخ الحياة النيابية فى مصر، وإلا فعلينا- إذا أردنا خدمة الثورات المصرية منذ عهد عرابى حتى ثورة 25 يناير- إزالة أكثر من نصف صور رؤساء المجلس الـ47 السابقين، لأن عددا كبيرا منهم كان أداة من أدوات السلطة والنظام الحاكم، ووقف ضد نضالات الحركة الوطنية المصرية، وتحالف مع الاستعمار الإنجليزى، بل علينا إزالة مبنى مجلس الشعب نفسه، لأنه كان رمزا للاستبداد والفساد، ووكرا لترزية القوانين، ولأن الذى قام ببنائه الخديو إسماعيل الذى كان يراه التاريخ حتى وقت قريب «الخائن الذى رهن مصر للأجانب».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة