كريم عبد السلام

مفاجأة «الجماعة» المحروقة

الأربعاء، 14 مارس 2012 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة، وذراعها السياسية «الحرية والعدالة» صاحب الأغلبية البرلمانية، يصرون على الإعلان ليلا ونهارا أنهم لم يحسموا أمر مرشحهم لانتخابات الرئاسة، ويسربون من وقت لآخر أنباء عن استعدادهم لإعلان المرشح المفاجأة لجميع الأوساط السياسية فى مصر والعالم العربى والعالم، فى الوقت الذى يعرف فيه طلبة السنة الأولى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن المستشار حسام الغريانى، رئيس نادى القضاء الأعلى، هو مرشح «الجماعة» وذراعها السياسية فى انتخابات الرئاسة، ناهيك عن المهتمين بالشأن السياسى والمنخرطين فيه.

أنا شخصيا لدى معلومات عن اتصالات وتفاهمات مؤكدة بين رموز الإخوان والحرية والعدالة، وعدد من قيادات الأحزاب السلفية فى البرلمان، وفى مقدمتها «النور»، لدعم الغريانى مرشحا توافقيا للتيارات الإسلامية فى الانتخابات الرئاسية. أما لماذا اختارت الجماعة وحلفاؤها السلفيون المستشار الغريانى مرشحا توافقيا، فالأسباب عديدة، فى مقدمتها سعى «الجماعة» للحفاظ على مصداقيتها، وتنفيذ ما أعلنته سابقا من أنها لن ترشح وجها إسلاميا فى الانتخابات الرئاسية، ولن تنحاز إلى أحد من المرشحين المحسوبين على التيار الإسلامى: أبوالفتوح.. أبوإسماعيل.. العوا، وفى الوقت نفسه تحتوى غضب قواعدها الحزبية، وشباب الجماعة الذين بدأوا يعلنون توكيلاتهم لأبوالفتوح وأبوإسماعيل على موقع «فيس بوك» مصحوبة بكارنيهات العضوية فى الحزب.. ولذلك فالغريانى يبدو الحل السحرى للإخوان فى بحثهم عن الحسنين، رضاء المجلس العسكرى، والحفاظ على كوادرها من التمرد، وكيانها من التصدع والانشقاق.. فالمستشار الغريانى معروف بالتزامه الدينى «هواه إخوانى» شأنه شأن رفيق دربه المستشار محمود الخضيرى الذى ترشح على مبادئ الحرية والعدالة، بما يذكرنا بالاصطلاح السياسى الشهير الذى صكه الداهية صفوت الشريف «على مبادئ الحزب الوطنى»، ومن شأن الغريان كذلك أن يرضى طموح النخبة السياسية والأوساط المعتدلة، فضلا على شباب الإخوان والسلفيين، فهو قاضٍ مشهود له بالنزاهة وحسن الإدارة، وشخصية مثقفة ومنفتحة، على خلاف أبوإسماعيل مثلا، كما أنه ليس وجها مكررا مثل سائر المرشحين المحتملين الذين تعرضوا لهجمات الشارع، ورفض المناوئين، وإحراج المعارضين، فضلا على «زهق الناس» من تصريحاتهم.

طيب، إذا كان الإخوان والسلفيون ارتضوا المستشار الغريانى مرشحا توافقيا، فلماذا يصرون على أن مرشحهم مفاجأة مدوية لن يعلنوا عنها إلا بعد إغلاق باب الترشح؟
من يعرف إجابة السؤال ياريت يقول لى!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة