من الطبيعى أن تصاب المواشى بالحمى القلاعية، فأغلبنا قلع «ملط» من سلبيات النظام الحاكم فهل هو حلال علينا حرام على المواشى والا عشان المواشى «مبتعرفش تقلع إلا بالحمى». على أى حال هذا يؤكد أن مصر بخير وأن جموع الفصائل تشارك فى تلك المرحلة الانتقالية لا فرق بيننا وبين المواشى، فالشعب والمواشى إيد واحدة فنحن نعيش ملحمة عظيمة معتمة الألوان لا فرق فيها بين أبيض و أسود أو بين ذوات الشعر وذوات الفرو كلنا فصيلة واحدة أو فصل واحد فى انتظار المقررات العسكرية والمناهج التعليمية لنتعلم الأدب بعد ثورتنا الناكرة للجميل، فمناهج التعليم المقررة فى 2012 على تلاميذ الصف السادس الابتدائى تعلمهم الآتى «لقد عمل الرئيس حسنى مبارك على تطوير الاقتصاد فاهتم بـزيادة الصادرات وفتح أسواق خارجية، وتطوير البنية الأساسية لوسائل النقل والمواصلات بمختلف أنواعها، والتوسع فى إنشاء الطرق والكبارى والأنفاق والاهتمام بالمدن الجديدة وتزويدها بالخدمات، واستصلاح المزيد من الأراضى الصحراوية، والتوسع فى إنشاء المدارس والجامعات، كما حاول الرئيس مبارك تحقيق الأمن والاستقرار الداخلى والخارجى للوطن والمواطن ومواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله إلا أن هذه المحاولات لم تكن كافية لتلبية طموحات الوطن واحتياجات المواطنين، مما أدى فى النهاية إلى قيام الشعب بثورة ضد النظام الحاكم فى يناير 2011 ».
ياسلام انظروا إلى طهارة وبراءة وجمال هذا الرئيس المخلوع الذى ننحت إنجازاته فى عقول أولادنا، ونؤكد أن كل هذا لم يكف لتلبية طموحات الوطن واحتياجات المواطنين!!.. طموحات الوطن الغارق فى الديون والفساد والعجز، واحتياجات المواطنين الذين سقط نصفهم تحت خط الفقر ويعيش ربعهم فى نجوع وكفور ومناطق عشوائية يطلقون عليها فى كل بلاد العالم زرائب حيوانية.. ولكنها مقررات التعليم التى وصفتنا بأننا شعب جشع طماع ناكر للجميل لرئيسه الجميل الذى فعل كل شىء للوطن وقسم موارده بالعدل بين علاء وجمال.. ونتحسر على انتشار الحمى القلاعية بين المواشى رغم أنها مجرد جنون بقر.. ونترك عقول أبنائنا مستباحة لجنون البشر. وفى النهاية الكل مستباح للحفاظ على النظام البائد كرموز وكسلوك فلن يتخلوا عن سادتهم ولا عن سيادتهم.. هم يملكون تلك الأرض بما عليها من بنى آدمين ومواشٍ أو أطفال وبهائم.. والعقاب جماعى فالحسنة عندهم تخص والسيئة تعم والكل فرح فى 11 فبراير وهذا جرم عظيم «وخلى البوس والأحضان تنفعك وشم ريحة الحرية براحتك يا مواطن».. هكذا يقولون لنا فى الواقع كما قالوها لنا فى مقررات التربية والتعليم.. فلتدفعوا الثمن فى أمن شوارعكم أو رزق معيشتكم أو تربية أولادكم أو تلقيح مواشيكم.. فالشعب والمواشى حاجة واحدة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام عبد الحميد
العنوان يخض بس المقال جميل
و الله عندك حق و اسلوبك حلو
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
مستحيل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المصري
ولقد كرمنا بني آدم