علاء صادق

تاتشر والجنزورى

الإثنين، 19 مارس 2012 06:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أوسع الفارق بين المرأة الحديدية مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا وبين كمال الجنزورى رئيس وزراء مصر.

الفارق بين امرأة حكمت بريطانيا فى الثمانينيات وتركت إرثاً عظيماً من الحكمة والحزم والنهوض والتطور.. وبين رجل تولى رئاسة وزراء مصر مرتين أولهما فى التسعينيات فى زمن القمع والقهر والتخلف ولم يترك خلفه أى بصمة إيجابية تذكر.. وعاد مجدداً لمنصبه فى 2012 فى زمن الفوضى والانفلات والتراجع والانهيار وترك وراءه إرثاً أن مذبحة بورسعيد تمت فى عهده.

عندما وقعت كارثة ملعب هيسيل فى بلجيكا فى 29 مايو 1985 واعتدت الجماهير الإنجليزية المؤازرة لنادى ليفربول على الجماهير الإيطالية المؤازرة لنادى يوفنتوس قبل ساعة من انطلاق مباراة الفريقين فى نهائى كأس الأندية الأوروبية الأبطال لكرة القدم.. وانتهى الأمر بمصرع 39 متفرجاً بريئاً أغلبهم من الإيطاليين بادرت تاتشر على الفور بإعلان أسفها واعتذارها عن المأساة ومساهمة بريطانيا فى تعويض أسر الضحايا.

وبعد 14 ساعة بالتمام والكمال من الكارثة أعلنت تاتشر رئيسة الوزراء عن إيقاف كل الأندية الإنجليزية عن المشاركة فى بطولات الأندية الأوروبية لأجل غير مسمى.

العقوبة جاءت داخلية ولكل الأندية وليس ليفربول وحده ولم تشمل الجماهير فقط ولكنها شملت الأندية بلاعبيها ومدربيها وإدارييها واقتصادياتها.. لكى تأتى العقوبة رادعة من جهة، ودرسا للجميع من جهة أخرى.

وفى الأول من فبراير 2012 وقعت مذبحة جمهور الأهلى فى بورسعيد على أيدى القتلة من جمهور النادى المصرى بعد مباراتهما العادية فى الدورى العام لكرة القدم.. ولم يظهر الجنزورى فى الواجهة على الإطلاق ولم يتحدث أحد فى مصر إلا عن التعويضات والقصاص دون أى عقوبات حقيقية على المتورطين ولا على النادى المصرى.

وبعد يومين كاملين من إعلان قرار النيابة بإدانة جمهور النادى المصرى بالتآمر والترتيب المحكم للمذبحة وتسهيل سلطات الأمن ومدير النادى المصرى للجماهير فى تنفيذها وتحويل 75 منهم إلى محكمة الجنايات.. فوجئت مصر بكمال الجنزورى رئيس الوزراء وبعد 46 يوماً من المذبحة يجتمع مع نواب مدينة بورسعيد لمجلسى الشعب والشورى ويرضخ لطلبهم بإعادة محافظ المدينة ورئيس النادى اللذين كانا موجودين وقت المذبحة.. ويتشاور معهم فى العقوبة.. ويخرج النواب للإعلان عن تأكيد الجنزورى عدم هبوط المصرى.
الجنزورى أكد لكل المصريين أنه بطىء سياسياً وعاجز إدارياً وغير عادل اجتماعياً.
مارجريت تاتشر هى المرأة الحديدية.
وكمال الجنزورى هو الرجل الـ؟؟!!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة