مدحت قلادة

قداسة البابا شنودة ورحلته مع الألم

الثلاثاء، 20 مارس 2012 10:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غريباً عشت فى الدنيا نزيلاً مثل آبائى
غريباً فى أساليبى وأفكارى وأهوائى
غريباً لم أجد سمعاً أفرغ فيه آرائى
يحار الناس فى ألفى ولا يدرون ما بائى
يموج القوم فى مرج وفى صخب وضوضاء
وأقبع ههنا وحدى بقلبى الوادع النائى
غريباً لم أجد بيتاً ولا ركناً لإيوائى
غريباً لم أجد بيتاً ولا ركناً لإيوائى
تركت مفاتن الدنيا ولم أحفل بناديها
ورحت أجر ترحالى بعيداً عن ملاهيها

رحلة ألم عاشها قداسة البابا الراحل منذ طفولته، وأشعاره الخالدة الباقية وكلماته التى تناقلتها الأفئدة قبل الألسنة تحكى عن رحلته المقدسة، وكلماته الرائعة التى دونها قداسته بأحرف من نور لتحفر بعد رحيله فى ذاكرة الوطن والتاريخ، ولتعبر عن رحلة العذاب والألم والمحن والضيقات والطعنات من كل صوب ودرب، ولكنه تمثل بسيده فصفح للمسيئين، وسالم الغادرين، وقبل إليه المخطئين، وأرشد التائهين، وحمل آلام السنين من أمراض وأتعاب... وأخيراً رحل بالجسد لينضم للكنيسة المنتصرة.

رحلة معاناة مع أمراض عديدة منها القاتل والمزمن... تعايش مع جميعها فى صبر ووداعة وإيمان.

رحلة عناد مع رئيس جاحد رافضاً دخول القدس إلا مع إخواننا المسلمين.
رحلة ألم مع رئيس سابق حدد إقامته بالدير فتربع فى قلوب أبنائه بالحب الباذل والتضحية.
رحلة ألم من أعضاء مجلس شعب صفقوا وهتفوا لقرار جائر من رئيس باطش تمت تصفيته على يد من احتضنهم.

رحلة ألم مع رئيس آخر ترككم 41 شهراً فى الدير.
رحلة ألم مع رئيس ظالم جند كل ما يملك للفتك بأبنائك فى كل ربوع المحروسة وأخيرها مذبحة ماسبيرو.

رحلة ألم مع أبنائك يقتلون يوم بعد يوم فى ربوع مصر ليرووا بدمائهم أرضها الطيبة من الخانكة إلى الزاوية إلى أبو قرقاص إلى الكشح إلى العمرانية وإمبابة والمقطم.
رحلة ألم مع أعمال عشق لمصر وبدلاً من التقدير يقُدر من سب مصر والمصريين.
رحلة ألم مع كلمات مسئولين عن وطنيتكم وحبكم وإخلاصكم لمصر وعلى أرض الواقع ظلم فج وتعنت مستمر وانعدام إنسانية فى التعامل وتجييش كل الأجهزة الرقابية ضد أبنائكم.
رحلة ألم مع مجلس عسكرى يسعى لتكريمكم بعد نياحتكم وفى حياتكم يقتل أبنائكم ويبيع مصر لتيارات إقصائية تفتك بهم.

رحلة ألم مع أجهزة أمنية سمحت بقيام 12 مظاهرة سب للنيل من قدركم العظيم.
رحلة ألم مع عديدين من أبنائكم اعتقدوا أن صمتكم تهاون وصلاتكم ضعف ودموعكم انهيار.
أبينا المحبوب قداسة البابا شنودة الثالث لقد أحببناك أباً راعياً وأسداً عنيداً ومعلماً مفوهاً وقديراً وقديساً منيراً ورمزاً نادراً وبعد انتقالك عن عالمنا الفانى نؤكد أننا نحبك الآن شفيعا وفياً فاشفع فى أولادك أمام عرش النعمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة