لم يحدث فى تاريخ البشرية منذ زمن سيدنا آدم وحتى اليوم.. ولا يوجد فى أى مكان فى العالم حتى بين العصابات وقطاع الطرق استهتار وتخاذل وخوف وجبن عن معاقبة القتلة والمجرمين فى أفضح وأضح جريمة شهدتها ملاعب كرة القدم فى العالم مثلما يحدث الآن فى مصر.
الجريمة التى شاهدها فى حينها أكثر من عشرة ملايين شخص على الهواء مباشرة ما بين المصريين أو الأشقاء العرب.. وشاهدها بعد ذلك أكثر من مليار نسمة فى كل بقاع العالم عبر الشاشات المختلفة ومواقع الإنترنت.. جريمة ضد الإنسانية هى الأولى فى تاريخ مصر.
ومع ذلك لا عقوبات على القتلة.. ولا عقوبات على النادى المصرى.
خمسون يوما مرت على مذبحة جمهور الأهلى فى بورسعيد على أيدى القتلة من جمهور المصرى.. وستة أيام مرت على إعلان اتهامات النيابة الواضحة لجماهير المصرى بالقتل ولمسؤولى النادى المصرى بتسهيل المؤامرة.
لائحة العقوبات المنصوص عليها فى كل قوانين ولوائح كرة القدم فى العالم لا تشمل نصا مباشرا لمعاقبة القتلة من جمهور أى ناد لأنه أمر غير وارد فى خيال أو عقل أى إنسان فى العالم.. أن يقتل مشجع أخاه المشجع المنافس.
ولكن وجود نموذج سابق فى حادثة ليفربول الإنجليزى ويوفنتوس الإيطالى عام 1985 فى ملعب هيسيل تسهل من اختيار العقوبات الموقعة على النادى المصرى.. وعاقب الاتحاد الأوروبى نادى ليفربول الذى تورطت جماهيره فى مصرع 39 مشاهدا بالإيقاف عن البطولة لمدة 6 سنوات وحرمت جيرانه من أندية إنجلترا عن المشاركة فى نفس البطولة لخمس سنوات.
إذن.. عقوبة المصرى الطبيعية هى الحرمان من المشاركة فى البطولة التى ارتكبت جماهيره فيها المذبحة وهى الدورى العام لمدة ست سنوات.. وتبدأ بالإيقاف عن كل مسابقات الاتحاد المصرى لكرة القدم لمدة عامين أو ثلاثة ثم البدء فى أدنى مستوى للدورى حتى لا يصل إلى الدورى العام قبل ست سنوات.
قلنا ذلك الكلام غير مرة ولا من مجيب.
هل مصر الدولة والعسكر والحكومة واتحاد الكرة خائفون من المصرى؟
احذروا غضب جمهور الأهلى «الذى فقد شهداء أبرياء» إذا ثار.. لن توجد قوة على الأرض فى مصر لإيقافه.