عصام شلتوت

الخطة «احتقان» كلمة سر احتماء الحيتان بجماهير الكرة

الجمعة، 23 مارس 2012 04:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الاحتقان».. مصطلح أصبح يسيطر على حالة الشارع الكروى، ويتم تزكيته بصفة دائمة بالوقود من نوعية: الشغب واللقاءات الجماهيرية، وفتح بوابات الأندية لتقبل آراء مجموعات المشجعين بكل المسميات، ويراعى عدم ترك خزانات الجماهير بدون شحن خشية أن تفيق، فينقلب السحر على الساحر!!
سيناريو وضع بعناية ليحتمى حيتان الفساد الذين قاموا بأكبر عملية «شفط دم» من أموال المصريين عبر الرياضة!
بحسب مصادر قريبة من جهات سيادية ترصد كل ما يدور فى كواليس إدارة الحيتان المستمرة حتى الآن لصناعة كرة القدم، فإن الدفع بسيناريو فوضى عارمة كان الكارت الأقوى، لكن حرص «اللاعبون» من بقايا نظام المخلوع فى الرياضة عامة وكرة القدم خاصة على الإبقاء عليه وعمد اللعب به ما بعد استنفاد كروت مثل الفتنة وماسبيرو وشارع محمد محمود!
المصادر نفسها نقلت لبعض الجهات المسؤولة ما يدور، بدءا من فتح بوابات استاد القاهرة أمام البلطجية فى مباراة الزمالك والأفريقى التونسى وما حدث خلالها وبعدها، خاصة أن من يدير هيئة الاستاد وقتها كان اللواء عبدالعزيز أمين الحارس الخاص «بودى جارد» لنجلى المخلوع وهما صغيران، ثم مدلكه الشخصى بعد اعتزال العمل بالحراسة!
المستفيدون من حيتان الفساد الكروى كثر وفى كل المواقع ولم تطلهم يد الثورة، برغم أنهم مطلوبون فى العديد من الملفات المفتوحة لقضايا فساد أقل ما توصف به أنها «كبرى» بأرقام تتعدى المليارين وأكثر؟!
اتحاد الكرة الجبلاية، به العديدون من هؤلاء بحسب رصد جهات معنية منها الأموال العامة، مثل الهوارى الذى نجح عقب الثورة فى إعادة شركة مفلسة إلى الحياة الاقتصادية وحاز قرضاً تعدى الـ200 مليون جنيه فى أيام من بنك القاهرة، بالإضافة لخلط العام بالخاص مثل تعيين زاهر عضواً منتدباً فى «المقاصة سبورت» قبل أن ينهى وجوده كرئيس لاتحاد الكرة!
أعضاء آخرون تورطوا فى الاقتراب من قيادة أمن الدولة، وصدرت ضدهن أحكام فى قضايا تمس الذمم المالية شيكات واستيلاء على أراضٍ فى محافظات مختلفة!
أما رئيسا أكبر ناديين فى مصر الأهلى والزمالك، فإنهما ينفذان ما عليهما بكل دقة.. فالأول رأى أن يحتمى بجماهير النادى التى كانت لا تراه أصلاً، بل ولم يكن حتى يصدر تعليمات بالبحث عمن يتم إلقاء القبض عليه فى العصر البائد، وكان يصف الألتراس بأبشع الأوصاف!
«الرئيس حمدى» كما «يطلق عليه» فى تقرير لجهة سيادية أعيد تشكيلها بعد ثورة 25 يناير، يغذى احتقان الجماهير منذ واقعة مجزرة استاد بورسعيد، لدرجة أنه يقول لهم: دماء الضحايا فى رقبتى!
مصادر قريبة من هذه الجهة أكدت أن حالة «الاحتقان» أو الخطة احتقان هى ضمانة البقاء لـ«حمدى»، لأن أى ضربة له ستعد ضربة موجهة إلى «إبراهيم نافع» صاحب الملف الشائك الذى يرتبط معه فيه رئيس الأهلى والخاص بإهدار مليارات وسفك أموال مؤسسة الأهرام، ولعل ارتباط حمدى المحسوب على شخصيات من العيار الثقيل فى عهد المخلوع أقلهم هو د. زكريا عزمى، ومقارنة هذا التقارب بشبكة بيزنس يدخل فيها أبناء هيكل من ناحية ونجلا المخلوع من ناحية أخرى يوضح السبب الرئيسى فى تأجيل مثول حمدى أمام قاضى تحقيقات محولاً من النائب العام!
ليس هذا وحسب لكن التقرير شمل أيضاً خبايا علاقة حمدى مع هادى خشبة ونادر السيد، وكلاهما يرتبطان مع الجماهير بنوع ما من الثقة، فالأول مع السلفيين والثانى مع الثوار!!
المشكلة التى تؤرق جهازا يسعى لفتح ملفات الحيتان تكمن فى الاحتماء بالجماهير.. فرئيس الأهلى يسعى لإقناع الجماهير بأن أى هجمة عليه أو اقتراب لأخذ السلطات منه تحوى ضرباً لاستقرار النادى صاحب الشعبية الأولى مصرياً وعربياً لهذا يجتهد فى إقناع الجماهير بأن الأهلى أيضاً يسعى إلى الشراكة فى بيزنس رياضى مع مؤسسات يمتلكها «عرب» معروف عنهم كراهيتهم للثورة، ليزداد تشابك الخيوط وتعقيد الأمور!
لكن معارضين لحمدى بحسب مصدر قريب من معسكر رئيس الأهلى يقودهم اللواء الحسينى يرون أن الخطة احتقان ربما تعجل بانتهاء عصر الرجل، خاصة بعدما بدأوا يؤكدون لأهالى الضحايا أن حمدى يبحث عن طوق نجاة، وإلا فلماذا يدفع بفريق محامين يتعدى الـ7 أساتذة ليواجهوا بند الـ8 سنوات فى قانون الرياضة، بينما محام واحد تم توكيله عن ضحايا الجماهير!
أما رئيس الزمالك فإن قائمة الاستعلام عن الأموال شملته مع شخصيات كثيرة، ويتردد أن هناك أكثر من مفاجأة فى انتظاره فى حالة انتهاء حالة الاحتقان!
التقرير يختتم بأن الأيام المقبلة ستكون فارقة، فرئيس الأهلى بالتعاون مع رئيس الزمالك يسعيان للبحث عن شركاء لشراء فريقى الكرة بالناديين من جهة، ومن جهة أخرى يؤزم حمدى فكرة عقوبة المصرى، حيث أرسل سراً رأى مجلسه وهو عقوبة النزول للدرجة الثانية ومنع اللعب 5 سنوات على استاد بورسعيد!
باقى الحيتان يوجهون الطرف الثانى وهو جماهير المصرى والشارع البورسعيدى نحو رفض كامل للعقوبة، بما ينذر عن مواجهة قريبة يخشى منها، أكد التقرير أيضاً أن المستفيد منها هم حيتان الفساد، لأن أى شغب قادم يعنى نقل صناعة كرة القدم بكل ألوانها إلى ملاعب «الأصدقاء» فى الخليج بالطبع!
الخطة «احتقان».. يتم الإسراع فى تنفيذ السيناريو الخاص بها لتؤتى ثمارها قبل أن تستتب الأمور ويتم انتخاب رئيس لمصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة