أكرم القصاص

مهدى منتظر.. وإحنا منتظرين

السبت، 24 مارس 2012 07:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس مهدى منتظر واحدا، ولا اثنين، بل طاقم كامل من المنتظرين ظهروا فى سباق الرئاسة، آخرهم أعلن نفسه «المهدى المنتظر»، وقال إنه تنبأ بالثورة وبوفاة البابا، ويريد أن يصبح رئيسا ليجعل مصر مملكة «سليمان»، وأضاف أنه يعد المواطنين بجواهر وذهب وألماظ، بما لا يخالف الشرع.

لم يكن هذا أول مهدى يعرض نفسه للرئاسة، ولن يكون الأخير، فقد سبقه عدد لا بأس به، منهم من قال إن الرسول جاءه فى المنام وأمره بترشيح نفسه للرئاسة، واعدا بحل كل أزمات مصر من الشمال إلى الجنوب، ومنهم من قال إنه حفيد الملك فاروق، أو حفيد حتشبسوت وقريب ونسيب «رع وآمون».

ولا نتوقع أن يتوقف سيل المهديين على مسرح مهرجان الترشح الرئاسى، بعد أن تجاوز عدد من أعلنوا أنفسهم الألف من كل الأنواع والأحجام، لتصبح مصر بلد الألف مرشح ومهدى ومحتمل.

وقد رأينا خلال السنوات الأخيرة، كمية من المهديين المنتظرين تكفى للاستهلاك المحلى وتفيض للتصدير، بعضهم نتاج «لسعان الدماغ»، ونعرف أن عددا من مواطنينا «لسعوا» خلال السنوات الأخيرة بسبب ما تعرضوا له من ضغط وحرارة وفساد وظلم واستفزاز يمكن أن تنتج بترولا وليس فقط مرشحى رئاسة.

لكن البعض مهووس بالأضواء ينتظر عدسات الكاميرات والفضائيات لتقدمهم إلى الناس، مثل كثير ممن أبدوا رغبتهم فى الترشح للرئاسة وكل منهم يحلم بالشهرة، ويبذل جهوده لاصطياد الأضواء، بعضهم لاسع، والبعض يحسد نجوم المرحلة ممن يحتلون الفضائيات والإعلام، وبعضهم أهطل ولا يختلف كثيرا عن المهدى «اللاسع»، ونقصد نجوم المرحلة من زعماء الزمن الأغبر، وهؤلاء مستعدون لعمل عجين الفلاحة ونوم العازب من أجل البقاء فى الصورة.

وقد يكون بعض هؤلاء المهديين ضحايا عصر الجنون والهبل والفساد، أو باحثين عن الشهرة، ولهذا لا يأخذ الناس كلامهم على محمل الجد، لكننا نشاهد يوميا أنواعا من المهدى المنتظر، بين المرشحين المحتملين، كل منهم يقدم نفسه على أنه مهدى منتظر بطريقة ما، حتى لو لم يكن من خريجى مستشفى العباسية، بعضهم صدق المحيطين به ودخل السباق، بصرف النظر عن النتائج، مراهنا على أنه لو لم يفز بالمنصب، فسوف يربح الأضواء والشهرة، وهؤلاء لا يختلفون كثيرا عن المهدى المزعوم.

حتى العقلاء المحتملون بعضهم يعد بحلول سحرية لكل المشكلات، يعد بوظائف وأموال ورخاء وأمن وعلاج وتقدم، وتطوير للبلاد، كل هذا بمجرد الفوز، ولا يختلف هذا عن طريقة المهدى المنتظر، الذى يقدم نفسه على أنه قادر على إنجاز كل شىء بطريقة «كن فيكون».

والحقيقة أننا فى مرحلة يختلط فيها الحابل بالنابل، والائتلاف بالحزب بالمطعم بالسبوبة بالفضائية،  ضمن عصر حول الكثير من العقلاء إلى مهدى منتظر، أو مرشحين للرئاسة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة