خالد صلاح يكتب.."كلمة واحدة": ماذا فعلت الثورة إذن؟

الأحد، 25 مارس 2012 08:05 ص

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما الذى تغير إذن.. إذا كنا قد انتقلنا من سلطة حزب واحد كان يحتمى بسلطان العسكر قبل الثورة، إلى حزب واحد جديد يحتمى بسلطان احتكار الحقيقة الدينية بعد الثورة؟

ما الذى تغير إذن.. إذا كان كل خلاف قبل الثورة مصيره السجن والمحاكمات العسكرية، وكل خلاف بعد الثورة مصيره التكفير والإقصاء والضرب تحت الحزام؟

ما الذى تغير إذن.. إذا كان قيادات «الحرية والعدالة» يصفون المختلفين معهم بنفس الأوصاف التى استخدمها قيادات الحزب الوطنى قبل الثورة، فأصبحنا نسمع مجددا كلاما حول (فوضى الإعلام، وضرورة ضبط الحريات الصحفية، والحرية المسؤولة، وتهديد الاستقرار)، نفس الكلام ونفس المعانى ونفس الأهداف الاحتكارية أيضاً؟

ما الذى تغير إذن.. إذا كان الالتزام الحزبى قد كشف عن وجهه الأخرق فى اختيار الجمعية التأسيسية، ودفع نوابا إلى انتخاب أسماء محددة سلفاً، لم يسمعوا بها من قبل، وانحازوا لأشخاص لا يعرفون عنهم شيئاً، فقط لأن الحزب قال ذلك، فسمعوا وأطاعوا بلا حراك أو نقاش أو تفكير؟

ما الذى تغير إذن.. إذا كان الدكتور أحمد زويل، والدكتور محمد البرادعى، الحائزان على نوبل، قد جرى استبعادهما من كل عمل سياسى قبل الثورة على يد رجال مبارك، واستبعدوا بعد الثورة على يد رجال الإخوان المسلمين؟

أى حرية، وأى عدالة، وأى إنصاف فى أن يجرى اختزال كل انتصارات الثورة فى استبدال وجوه بوجوه، فيما الأفكار السلطوية راسخة فى الوجدان، واحتقار الآخر والتسفيه من أفكاره، تعلو فوق مواكب الحكام الجدد، نفس المشاعر ونفس الاستبداد، ونفس الظلم فى إقصاء كل المختلفين فكرياً، أو التخطيط لاختيار ديكور ديمقراطى من المستأنسين فى الساحة السياسية المصرية؟
ماذا فعلت الثورة إذن.. إن كنا قد استبدلنا بكبرياء الحزب الوطنى، استعلاء الإخوان المسلمين؟ وماذا فعلت الثورة إذن.. إن كان أصحابها الأصليون لم يعد من حقهم أن يكتبوا الدستور الذى قدموا الأرواح والدماء من أجله؟