مدحت قلادة

هيه دى مصر يا غُنيم

الأحد، 25 مارس 2012 05:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعب رائع فى صموده، رائع فى تاريخه، رائع فى تدينه، رائع فى حبه أيضًا. إنه شعب مصر الذى صمد على نظام استبدادى لأكثر من ثلاثين عامًا وأسقط نظامًا خلال 18 يومًا فقط، شعب ضارب فى جذور التاريخ حاملاً للحضارة الإنسانية، مُلِهم الشعراء والمفكرين، جاذب قلوب وأفئدة العالم، تاريخه يثبت الريادة والقوة والسطوة، حضارته حضارة أجداد عظماء تحدوا الطبيعة والمنطق، وبنوا أهرامات تتحدى الزمن وتتعايش مع التاريخ.

عجيب فى تدينه.. قدم ريادة فى فكرة الإله الواحد منذ القدم، شعب احتضن التسامح منذ الأجداد فبنوا أماكن للصلاة على أرضهم لأناس زائرين لبلادهم، واحتضن يوسف الصديق عليه السلام شابّا يافعًا وصار ملكًا متوجًا يتحكم فى مستقبل مصر والمنطقة، وقبل موسى النبى عليه السلام طفلاً رضيعًا ويحمل خطوات السيد المسيح مع العذراء مريم أمه ويوسف النجار.. وطن قَبل اليهودية والمسيحية والإسلام وأذاب الآخرين فيه، ربما ضاعت معالمهم بعض الشىء إلا أنه المنتصر فى النهاية.

عجيب فى حبه للكل، انظر حولك ترى أم جرجس تتقاسم خبزها مع جارتها أم محمد، والكل يعيش فى وحدة رائعة، صورة جميلة، لوحة من الموزاييك فيها ألوان متجانسة لتخرج مصر الجميلة، انظر إلى جنازة قداسة البابا شنودة فستجد محجبات يبكين، وقبطيات ينحن، وشبابًا كتابًا مفكرين إعلاميين فنانين، الكل يشارك بكلمات صادقة وبدموع حارة لرحيل بابا العرب.

«بارك الله الشدائد خيرًا عرفتنى صديقى من عدوى»، فبرحيل قداسة البابا شنودة الثالث أصابت مصر شدة عظيمة وحدت كل أطياف الشعب مرة أخرى، وظهر مجموعة من الظلاميين تدين وتلعن حرقتها تلك الصورة الجميلة، صورة الوحدة، أثارتهم صورة الحب الرائعة فحرقتهم.. أحرقتهم صورة إعلاميين مسلمين ذرفوا دموعًا أكثر من الأقباط لرحيل رجل وطنى، أحرقتهم صورة فنانين بكوا أمام الكاميرات، أحرقتهم رؤيتهم دولاً تنكس أعلامها لرحيل رائد حركة وطنية، أحرقتهم سيدة محجبة مسلمة تقف من شرفتها ست ساعات بدون راحة أو جلوس لتسقى عطشى الأقباط الباكين على رحيل راعيهم، فحاولوا رشقه بكلمات لاذعة، ولهم أقول: هيه دى مصر يا غنيم.. هل ننتهز فرصة توحد عنصرى الأمة لنطالب بدستور جديد ودولة قانون وشعار «كلنا مصريون» لنقضى على الفئات الضارة العازفة على أوتار انقسام الوطن؟!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة