قبل تنحى المخلوع بسنين، خرجت نكتة عنه تقول «إن الشيطان التقى مع مبارك وصدام والأسد والقذافى وهتلر، وسأل كلا منهم عن طريقة لإبادة أعدائه من على الكون، ووعدهم بتنفيذها مهما كانت قسوتها.. واختار هتلر إبادة اليهود، واقترح المحرقة ونفذها الشيطان..
واختار القذافى إبادة الليبيين فى بنغازى بالفقر ونفذ الشيطان.. واختار صدام إبادة الأكراد بالغاز فنفذ الشيطان.. واختار الأسد إبادة السوريين أعداء حزب البعث فنفذ الشيطان.
وعندما جاء دور مبارك فاختار إبادة الشعب المصرى.. وهمس فى أذن الشيطان بالطريقة التى يريدها.. فصرخ الشيطان: يا راجل حرام عليك!!».
فى النكتة السابقة نموذج لحجم الشيطنة التى يمتلكها حكامنا من المصريين على مدار ستين عاما من الحكم العسكرى، بعد الإطاحة باللواء محمد نجيب.
ولكن ما شهدته الفترة التى تلت قيام ثورة 25 يناير العظيمة من مؤامرات شيطانية، لإجهاض الثورة، لا يمكن لأحد أن يصدق حجم وعنف وبشاعة الأفكار الشيطانية المتتالية، لإجهاض الثورة، وقتل الشباب بلا رحمة.
وجاءت مذبحة جمهور الأهلى فى بورسعيد، ومقتل أكثر من 75 شابا وطفلا بريئا، نحتسبهم عند الله شهداء على أيدى القتلة من جمهور المصرى.. وتأخرت القرارات وماعت التصريحات، وتآمر المسؤولون الكبار ضد الحق كالعادة.. وعقدوا اتفاقا شيطانيا مع القتلة لتمرير المذبحة وتخفيف العقوبات، وإدخال الضحية فى دائرة الدفاع عن النفس، لإلهاء الأهلى عن المطالبة بعقوبات عادلة للمصرى.
ما فعله المسؤولون الكبار خلال أزمة مذبحة جمهور الأهلى فى بورسعيد، يمثل أعلى درجات الشيطنة والفجور فى تمييع القضايا، وإلهاء الشعب ومحاصرة الضحية وتحويل المجنى عليه إلى «جانى».
سبحان الله.. العقوبات الشيطانية لاتحاد الكرة بدأت بثلاثة بنود متتالية لمعاقبة الأهلى، وكل منها شاملة الإيقاف أربع مباريات للنادى، والمدرب وكابتن الفريق مع غرامات مالية عليهم جميعا.. وهو الأمر الذى يغرق الأهلى فى محاولة الدفاع عن نفسه، لينسى قضيته الحقيقية فى ضرورة معاقبة النادى المصرى والقتلة من جمهوره.
أما عقوبات المصرى فهى أكثر شيطنة من إبليس نفسه.. فالإيقاف شمل النادى لعامين، ويشمل عاما موقوفا على الجميع.. وإيقاف الملعب يشمل ثلاثة أعوام، منها أيضا عام موقوف.. وإعادة النادى مجددا للدورى الممتاز بعد الإيقاف، شيطنة جديدة غير مسبوقة لتفادى الهبوط.
كل هذا.. وهناك وعود بإلغاء العقوبات، بعد هدوء الأمر ومرور عدة شهور.
الشياطين فى مصر هم الأقوى فى كل أنحاء العالم.