مرت مصر خلال العام المنصرم بأيام جميلة، تغيرت فيها وجوه الناس فى الشوارع، فغطى البِشر سائر وجوه المصريين، وتعلم فيها الشعب معنى الاتحاد، ومعنى العزة، ومعنى الأمل.. بعد ذلك تغيرت الأحوال، ودخلنا فى دهاليز السياسة، ومشينا خلف خطة المجلس العسكرى للتحول الديمقراطى، حتى دخلنا جحر ضب لا نكاد نعرف كيف السبيل إلى الخروج منه. لقد مرت علينا أيام مفعمة بالهم، ولكن ما ينتظر مصر اليوم أشد، وإذا كان لنا أن نقلق فلا بد أن نقلق الآن! نحن مقبلون على أيام صعبة، صعبة جدا، بل شديدة الصعوبة...!
لقد تأجلت مواضيع كثيرة، وسُوِّفَتْ معارك ومشاكل لكى لا تنفجر فى وجه الجميع، ولكن ها هى لحظة الحقيقة قد اقتربت، وستكون مصر مجبرة على عبور هذه الاختبارات الصعبة، ونسأل الله أن تمر هذه الأيام على خير.
ليست المشكلة فى انتخابات الرئاسة، أو فى الدستور الذى سيكتب، أو حتى فى الحكم الذى سيصدر على الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ولكن المشكلة الحقيقية أن المجتمع اليوم تشرذم بما لا يمكنه من التوحد لمجابهة أى تحد كبير. إن ما فعله المجلس العسكرى يجعل جزءا كبيرا من الشعب ينظر إليه على أنه مجلس قيادة الثورة المضادة، وما فعله التيار الإسلامى من سلسلة من التصرفات التى تجمع بين العجز والمهادنة والبراجماتية جعلت جزءا كبيرا من الشعب ينظر إليه على أنه غير أهل للثقة، أما التيارات الأخرى فلم تقدم شيئا للناس لكى تكتسب ثقتها من الأصل، وأما رموز المجتمع فقد دخل غالبيتها إلى ما أسميته من قبل «محرقة الرموز»!
لا حل أمام الجميع اليوم سوى أن يذيبوا الخلافات التى بينهم، وأن يعودوا إلى حالة من الوفاق تمكنهم إذا ادلهم الأمر أن يقفوا سويا فى معركة واحدة، دون أن يَخُونَ أو يُخَوِّنَ أحدُهم الآخر. وإذا كانت إذابة الخلاف مع المجلس العسكرى أمرا مستحيلا، فهى ليست كذلك بين التيارات السياسية المختلفة، لذلك أقول إن إعادة ترميم العلاقة بين التيار الإسلامى وبين التيارات الأخرى أمر واجب، وخيرهما الذى يبدأ بالسلام، والواجب أن يبدأ الإسلاميون، لأنهم الأكبر، ولأن البادئ أظلم! ستمر مصر بعدة اختبارات كبيرة من الممكن أن تغرق السفينة، وعلى الجميع أن يدرك أن غرق السفينة سيكون كارثة على الجميع.
نسأل الله السلامة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
متابعة
فى الاتحاد قوة
تسلم ايديك مقال رائع ....
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
ماهو الحل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
afafmoaz
days
yarab satraaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaak
عدد الردود 0
بواسطة:
سينا
مش من هنا
عدد الردود 0
بواسطة:
أبومروان المصري
لا فوض فوك
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد الشرقاوي
هذا هو المطلوب
عدد الردود 0
بواسطة:
tota
تعليق
ربنا يهدى النفوس عشان البلد
عدد الردود 0
بواسطة:
بتاع جرايد
صح كدا
تسلم يا عوبد
عدد الردود 0
بواسطة:
سوزان يوسف
ممكن....
كل شىء ممكن ولكن بالتفاهم لا الاختلاف.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبدالبديع
وحشتونا