ليس غريبًا أن يستاء المسلمون، قبل الأقباط، من الفيديوهات المُخزية التى بثّها متأسلمٌ يسمى نفسه «داعية إسلاميّا»، وما هو بداعية، ولا إسلامىّ! سمح للسانه أن يهرف بألفاظ تعفُّ الآذانُ عن سماعها، ويعفُّ القلمُ عن خطِّها، فى حقّ البابا شنودة الثالث، ومتى؟ غداة رحيله إلى رحاب الله العادل، الذى حرّم الظلمَ على نفسه، مقالاتٌ وقصائدُ أطلقها مسلمون يستنكرون فيها ما أطلقته البغضاءُ على رجل لم نر منه إلا المحبة للمصريين جميعا دون تمييز، وليس أبلغ ردا على فِريته بأن البابا «رأس الفتنة الطائفية»، من إحدى عظات البابا عام 1980، إثر محنة طائفية مرّ بها الأقباط، من بين كثير محن مروا بها منذ سبعينيات القرن الماضى، ولم نرهم إلا صابرين على البلاء، مُحبّين الأعداء، مُصلّين للمُسيئين واللاعنين، وفيما يلى نصُّ العظة:
«إخوتى وأبنائى الأحباء، سعيدٌ أن رجعتُ لأتكلم بينكم كعادتنا كل أسبوع، إن محبتكم تمتزجُ بكلِّ قطرة من دمى، وكما أقولُ إننى مستعدٌّ أن أبذل حياتى من أجل أى واحد منكم، أقولُ أيضًا إننى مستعد لأبذل حياتى من أجل أى مسلم فى هذا البلد، إن الحب الذى فينا لا يعرفُ تعصبًا ولا تفريقًا، فنحن إخوة فى هذا الوطن، ونحن جميعًا مستعدون أن نبذل أنفسنا من أجل كل ذرة تراب فى مصر، إن وطنية الأقباط لم تكن يومًا موضعَ سؤال، ولن تكون، وتاريخُ مصرَ يُسجل فى كلّ حين مواقفَ وطنية مشرفةً للأقباط إلى جوار إخوتهم المسلمين، ونود أن نحتفظ بهذا الحب على الدوام، وألا تؤثر فيه أحداثٌ مؤقتة، لأن الحبَّ أكبرُ من الأحداث، وأرجو أن تظلَّ مصرُ سالمةً باستمرار وهادئةً باستمرار، لها الوجه المشرقُ الذى نحبه، ونحن نحبُّ هذا الوطن، نحبُّ ترابه وماءَه وتاريخه وأمجاده وحاضره وماضيه ومستقبله المجيد، وباسمكم جميعًا، أدعو كلَّ قبطىّ إلى الهدوء الكامل فى هذه الأيام، ونعطى الفرصة للدولة أن تدبرَ كلَّ شىء فى هدوء، لقد رفعتم أصواتكم بما تحسّونه، ويبقى الآن أن تهدأوا، ونحن نثق فى حكمة ومحبة الرئيس السادات، نثقُ أنه يعرفُ كلَّ شىء، ونثق أنه سيدبر كلَّ شىء فى حكمة وحب وعدل لجميع المواطنين، ككبير لهذه الأسرة المصرية الواحدة، وصدقونى يا إخوتى، فى كلِّ مرة كنتُ أسافر فيها للخارج، أعدُّ الأيامَ الباقية حتى أرجعَ إلى هذا الوطن المحبوب، فمصرُ أمُّنا جميعًا، ومصرُ ستظلُّ باقيةً مشرقة قوية بجميع أبنائها، ونرجو أن يكون ما حدث زوبعةً وانتهت، ونرجو فى المستقبل أن يوطِّد اللهُ دعائمَ الوحدة الوطنية فى هذا البلد، بقوة يشهدها الكلّ، وبحبٍّ يشهده الكل، ونحن قلوبُنا مفتوحةٌ للجميع وأحضانُنا مفتوحة للجميع، الجميعُ يسكنون قلوبنا، وقلوبُنا لا تعرفُ غيرَ الحب، نحب كلَّ أحد، نحبُّ المسلمين كما نحبُّ المسيحيين، ونحبُّ الذين يحبوننا، كما نحبُّ الذين يسيئون إلينا، نحن لا نعرف سوى الحب، وسيبقى الحبُّ هو الشعار الذى ننادى به دائمًا، ولذلك أقولُ لكم، أودُّ أن تهدأوا، وأنا أعرف أنكم هادئون، إنما أود أن تستمروا فى هذا الهدوء، وثقوا أن الله يعمل، ولا نستطيع أن ننظر إلى مشكلة، دون أن ننظر إلى الله فى المشكلة، نحن نؤمن بالله، ونؤمن بكرم هذا الوطن، وسماحة الوطنية المصرية، ونثق تمامًا أن أولى الأمر منّا سيهتمون بكل شىء، وسترون أن الأمور تسير إلى الأصلح إن شاء الله، ومن مكاننا هذا، نرسل باسمكم، رسالةَ حبٍّ إلى إخوتنا المسلمين، فى مصر، ونصلّى جميعًا من أجل الوحدة الوطنية، وليكن موضوعُ «الوحدة» هو موضوع صلاتنا طوال الأسبوع المقبل، ونحن واثقون بأن الله يعمل لصالح هذا الوطن».. شكرًا للرجل الذى وحّد المصريين وهو حىٌّ بيننا، وحين صعد للسماء.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى
مقال جميل من كاتبه رقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
كيف تفهم اشعار فاطمه ناعوت
عدد الردود 0
بواسطة:
samia
بدون عنوان
عدد الردود 0
بواسطة:
محسن صالح
تحذير
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى
انسانة راقية و محترمة
عدد الردود 0
بواسطة:
مارى
طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله
عدد الردود 0
بواسطة:
امير محروس
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
bell
يارب كل واحد لايريد الخير لهذه البلد خذه اخذ عزيز مقتدر يارب
عدد الردود 0
بواسطة:
مارك
شكرا للرائعه المتالقه دائما حبيبتنا فاطمه ناعوت
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين
للدرجه دي بئينا منافقين