خالد صلاح يكتب.."كلمة واحدة": «الدومينو» قفلت

أصبحت العربة أمام الحصان مباشرة فى أزمة الجمعية التأسيسية، بالبلدى كده «الدومينو قفلت» على الجميع، الإخوان يستندون إلى الأكثرية التى اختارت قوائمهم تحت قهر أزمة الانفلات الأمنى والسياسى فى أعقاب  سقوط النظام، والقوى المدنية تستند إلى المنطق والتاريخ فى صناعة الدساتير وترفض دخول بيت الطاعة فى دولة الحزب الواحد، بعد أن ناضلت لإسقاط نظام الحزب الوطنى الواحد من قبل، والمجلس العسكرى يسعى لأن يلعب دور الوساطة وسط تظاهر بالحياد، لكنه لا يستطيع إخفاء حذره من نوايا بعض القوى المدنية تجاه محاكمات ما بعد تسليم السلطة، ولا يحتمل المجلس أيضا تضخم قوة حزب الحرية والعدالة إلى الحد الذى لم يعد يخفى فيه نواياه للسيطرة على السلطات الثلاث جميعا، الحكومة، والبرلمان، والقضاء. 

الدومينو قفلت ولم يبق إلا أحد سيناريوهين: 

إما أن يتهور أى طرف من الأطراف الثلاثة، ويقدم على تصعيد غير محسوب، يؤدى إلى صدام أعنف وأغلظ وأعمق تأثيرا «يقلب طاولة الدومينو بالكامل»، وبدلا من أن تنضبط الأزمة فى قنواتها السياسية، تتحول إلى اشتباكات هوجاء، كما جرى فى قاعات مجلس الدولة صباح أمس ولكن على المستوى الأوسع والأخطر. 

أو أن يهتدى حزب الحرية والعدالة إلى حجم التأثير السلبى الذى أحدثته انتخابات الجمعية التأسيسية، ويدرك مبكرا أن هوس الاحتكار الشامل للسلطات، مع روح الإقصاء للآخر، قد يدفع البلاد للهاوية، وربما يؤدى إلى نزع مظلة الشرعية السياسية عن الجميع، بما فيها برلمان الأكثرية الحزبية للحرية والعدالة. 

لن تهنأ الإخوان بقيادة البلد على جثة الشرعية الدستورية، ولن تنعم بإدارة دفة التشريع والحكم، إن كان شركاء الثورة والبرلمان والوطن يرفضون الركوع لأكثرية مؤقتة، ويؤمنون بأن الديمقراطية سجال متوازن بين القوى، وليس قهرا لطرف لصالح طرف آخر. 

ولن يهنأ حزب الحرية والعدالة، وهو يضع كوادره فى معسكر طغيان الحزب الواحد، الذى قاد رجال مبارك إلى زنازين طرة.

 والأهم أنه لن تهنأ الجماعة، لو أن الطرف الذى يستطيع «قلب طاولة الدومينو» فوق رؤوس الجميع، سيكون ممتنا للحرية والعدالة بصناعة هذه الأزمة؛ لينجو هو بمفرده ونبقى نحن تحت أقدام العجلة والحصان.