محيى الدين سعيد

الإخوان.. الحرب «بالكلمات» وحدها لاتكفى

الإثنين، 05 مارس 2012 10:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أيام، لم يكتب لها أن تطول كثيرا، ارتفع الشعور الوطنى لدى المصريين إلى عنان السماء، وبدا أن مصر الثائرة تناطح القوة العظمى فى العالم رأسا برأس، بل وتحتجز مواطنين يحملون الجنسية الأمريكية على أراضيها وتمنعهم من السفر، وتقدمهم إلى المحاكمة باتهامات لم يكن يحلم المصريون يوما أن توجه إلى أمريكى، بعد عقود اعتاد فيها الناس على الشكوى من احتجاز عشرات المصريين فى السجون الأمريكية من دون محاكمات ولمجرد الاشتباه، وبدا واضحا أن الحدود المصرية مفتوحة على مصراعيها أمام «أمريكا.. الصديق الاستراتيجى»، بحسب وصف رأس النظام السابق مبارك وسلفه السادات.
الشعور بالعزة والكرامة ساهم فى تأجيجه مجلس عسكرى أصر على المحاكمة، وحكومة قالت إنها لن تركع، وجماعة حاكمة ظلت تردد أنها ترفض أى تدخل فى شؤون مصر الداخلية.. وعندما وقعت الواقعة صمت «العسكرى» وخرست الحكومة، وجاء الدور على الجماعة الحاكمة باعتبارها صاحبة الأغلبية تحت قبة البرلمان بغرفتيه «الشعب والشورى».. وقبل أن تتملص من المسؤولية كان «خطاب الشكر الأمريكى» يضعها على رأس من أسهموا فى إطلاق سراح الأمريكيين المتهمين.
تصرفت جماعة الإخوان وكأنها لا تزال فى صفوف المعارضة، وحمل قادتها سلاح الكلمات وكأنهم لم يستوعبوا بعد أنهم أصبحوا حكاما وليسوا معارضة مقهورة، وذلك باختيار الصناديق، الذى أعلن الجميع احترامهم له وقبولهم به، فيما بدا أن الجماعة لم تسوعب بعد ما طرأ على المشهد المصرى من تغيرات حملتهم إلى قمته وجعلتهم مسؤولين عنه كحكام وليس كحركة سياسية تكتفى بالبيانات.. فراحت الجماعة تارة تستغرب فى بيان لها ما أوردته وسائل الإعلام فى الداخل والخارج حول خطاب الشكر الأمريكى وما تضمنه من وصف لموقفها بأنه كان بناء ومسؤولا من جانب الجماعة تجاه قضية المنظمات غير الحكومية، ولم تكتف الجماعة بذلك الاستغراب، بل إنها اعتبرت ما جرى فى قضية المنظمات لعبة «لعض الأصابع» بين العسكرى والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب وصف الموقع الإلكترونى الناطق بلسان الجماعة.
رد الفعل الإخوانى الذى لم يتجاوز حدود ما كانت تفعله وهى جماعة مقهورة وأعضاؤها ملاحقون من قبل النظام السابق من إصدار البيانات، دفع جماعات وحركات سياسية إلى مهاجمتها، وسخرت الجبهة الحرة للتغيير السلمى من تصريحات المتحدث باسم الجماعة محمود غزلان والتى اعتبر فيها «أن الإفراج عن المتهمين الأجانب والسماح لهم بالسفر هو استمرار لطريقة النظام البائد المخلوع فى إدارة البلاد من حيث التفريط فى سيادة البلاد وكرامة الشعب، بل فى الأمن القومى»، متسائلة: أين هو النظام البائد الذى يتحدث عنه «غزلان»؟ وهل لا زال النظام القديم فى السلطة أم هم من فى السلطة اليوم؟ ومتى يدرك الإخوان أنهم مسؤولون عما يحدث باعتبارهم فى السلطة اليوم وليسوا فى مقعد المعارضة كما تعودوا؟
يبعدو أن الجماعة أيضا تخشى من إجهاض حلمها الذى خططت له منذ نشأتها قبل أكثر من ثمانين عاما بالوصول إلى سدة الحكم فى مصر والانطلاق منها إلى استعادة الخلافة الراشدة، ويذهب كثير منهم إلى التأكيد على أن الجماعة تصرفت فى «فتنة التمويل الأجنبى» وهى تتحسس مقاعدها التى وصلت إليها فى البرلمان خوفا من أن يذهب بها غضب أمريكى، واكتفت بقذائف الكلمات دون أفعال عملية، وهى قذائف يحذر المراقبون من أنها قد ترتد إلى صدر الجماعة بما يأخذ من شعبيتها الكثير.








مشاركة

التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف الهلالى

نعمه الفهم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى عوض

لن يحدد أحد للإخوان زمان ومكان معاركهم فهم من يخوض معركته لذا فلن يورطهم أحد

عدد الردود 0

بواسطة:

اصحاب العقول في نعمه

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد الدق

التعليقات1،2،3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد بن واسع

ستثبت لك الايام باذن الله صدق الاخوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة