وائل السمرى

«لن نركع» على طريقة حزب النور

الثلاثاء، 06 مارس 2012 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يشكك أحد فى أهمية الاعتراف بالخطأ، ولذلك يجب علينا أن نحيى حزب النور على اعترافه بخطئه، وفصله للنائب أنور البلكيمى بعد ادعائه أن بعض البلطجية اعتدوا عليه وسلبوه 100 ألف جنيه، ثم تبين أنه يكذب وأن ما ادعى أنه آثار الاعتداء ليس إلا آثارا جانبية لعملية تجميل أجراها فى أنفه ليصغره ليتناسب مع وضعه الجديد وظهوره فى التليفزيونات، لكن قبل أن ننسى تفاصيل الواقعة بعد أن أسدلت عليها الستائر بفصل البلكيمى تذكر معى حين وصف نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور «السلفى» التصريحات التى أدلى بها مدير مستشفى التجميل بـ«كذب وافتراء» مؤكداً أن الحزب سيحرك دعوى قضائية ضده، كذلك قال محمد نور، المتحدث باسم حزب النور «السلفى» أن تصريحات مدير المستشفى هدفها النيل من صورة حزب النور، ومن أنور البلكيمى.

هكذا عالج الحزب القضية -بحسب التصريحات المنشورة على موقع اليوم السابع، ولم ينتظر الحزب حتى يتبين، خشية أن يصيب قوما بجهالة، وشن هجوما ضاريا على مدير المستشفى، مستغلا حالة التعاطف التقليدية مع التيارات الإسلامية، باعتبار أن كل من يهاجم الأحزاب الإسلامية يهاجم الإسلام، وكل من يتهم أحدا ينتمى إلى أحد هذه الأحزاب كاذب ومفترى، وتصريحات «بكار» و«نور» المهددة المتوعدة بالنسبة لى تكاد تماثل تصريحات كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الشهيرة التى أدلى بها على خلفية قضية التمويل الأجنبى صائحا «لن نركع» ثم ركع وسجد وانبطح، وما أقرب الليلة بالبارحة.

تجتهد بعض التيارات الدينية فى إقناع أنصارها بأنهم مضطهدون، وأن العالم يتآمر عليهم وعلى دينهم، موجهين خطابا متطرفا إلى تابعيهم ليوهموهم بأنهم «على صليبة المدفع» وأنهم مستهدفون، وفى هذا استثمار لحالة التخوين والإقصاء التى زرعها البعض فى نفوس المصريين، ولكنى راهنت منذ البداية على أن ظهور هذه التيارات على العلن سيعود بالفائدة على المجتمع أجمع، وبمرور الوقت سيميز الناس بفطرتهم الخبيث من الطيب، فالعصمة لله وحده، بينما كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وما علينا إلا أن نعلم أنه لا توجد ملائكة على الأرض، ولا توجد أيضا شياطين، فما على الأرض إلا البشر. فى اعتقادى أنه لولا أن موقف المستشفى كان راسخا ومدعما بالأدلة والوثائق والصور، لما انتهت القضية إلى ما آلت إليه من اعتراف بالحق واللجوء إلى المصارحة والمكاشفة، وأتعشم أن يتعلم إخواننا فى الأحزاب الإسلامية من تلك القضية، وألا يصوروا كل خصومة سياسية أو جنائية باعتبارها حربا على الدين الإسلامى، لأن هذا الاتجاه سيضر كثيرا بالحياة السياسية، والحزبية، وأصحاب هذه التيارات سيكونون أول المتضررين، وإذا استمر استنزاف حالة التعاطف مع كل ما هو إسلامى على هذا النحو، فسينقلب الأمر إلى نقمة على كل ما هو إسلامى أيضا، هذا ما سيضر بالجميع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة