تامر عبدالمنعم

ارحموا عزيز قوم ذل!!

الثلاثاء، 06 مارس 2012 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«على رأى المثل: من فات قديمه تاه» هكذا كانت تقول دائماً «ستى رحمة الله عليها» هذه العبارة البسيطة التى صدرت عن سيدة بسيطة أيضاً تحمل فى طيها عمقاً وخبرة كبيرة فى الحياة، كيف لشخص أن ينسى ماضيه أو كيف لأمه أن تتجاهل تاريخها أياً ما كان هذا الماضى، أو ذاك التاريخ؟!
أو لا يُطلب من كل مستوظف حديث أن يقدم سيرة ذاتية عنه «c.v»!! أوليس من بديهيات الزواج أن تسال كل عائلة عن تاريخ الأخرى؟! أوليس كل من أخطأ خطأ بسيطا يدفع فاتورته ربما طيلة حياته ولا يستطيع أبداً الرجوع بالزمن لتصحيح ما فعله من خطايا؟! أوليس كل منا يحاول جاهداً أن يصنع تاريخا لنفسه يضمن له حاضراً طيباً ومستقبلاً باهراً؟!
إذن الماضى أو التاريخ عنصر مهم لا ينبغى تجاهله على الإطلاق، ولكن ماذا لو توقف الفرد عند محطة الماضى أو عاش فى التاريخ دون اللاانتباه للحاضر الذى يعيشه أو المستقبل الذى ينتظره؟! مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معنى لأننا كبشر لا نستطيع مهما أوتينا من قوة خارقة أن نعيد ساعة واحدة مرت بنا، فما بالك عزيزى القارئ بسنة أو عشرة أو ثلاثين!! لماذا نتوقف فقط عند الماضى ومحطته التى لن تجلب علينا سوى الضياع! ولماذا يتصور البعض أن بيدهم أن يمسحوا تاريخ وطن لمجرد كرههم له وانتقاما منه!
يا سادة.. إن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك قضى فى سدة الحكم ثلاثين عاما بالتمام والكمال، وهذا العدد من السنوات لا يمكن أن يتلخص فى أنه مجرم وحرامى وقاتل وكل أفعاله خطايا بلا إنجاز واحد!! إنجاز واحد فى ثلاثين عاما، الكل أصبح يتحدث فى التاريخ دون الالتفات للمستقبل، وللأسف لا يتحدث عن التاريخ بمصداقية أو عدل، الكل بلا استثناء صنعوا من الرجل شيطانا مارقا دون حسنة واحدة، والكارثة المؤلمة أن بعض هؤلاء كانت لهم آراء تعود لعشرة أعوام مضت أو أكثر شبهوا فيها الرئيس السابق بالأولياء والملائكة!
يا سادة المنطق يقول إن للرجل مساوئه وحسناته كسائر البشر، وعلينا ألا نطمس التاريخ، وعلينا أيضاً عدم التوقف عند الماضى بمنطق الشماتة والانتقام، ونترك العدالة، تأخذ مجراها ونلتفت إلى حاضرنا ومستقبلنا الذى أصبح مجهولا ولنلتفت إلى قيمة مهمة هى الوقت الذى سيمر بنا كالبرق، ونحن واقفون فقط عند تشويه جزء من ماضينا والانتقام منه والشماتة فيه..
أخيراً ارحموا عزيز قوم ذل





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة