علاء صادق

والجهل أيضا يا جويدة

الأربعاء، 07 مارس 2012 03:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زاويته الأدبية الرائعة فى الصفحة الأخيرة بالأهرام، كتب الشاعر والأديب فاروق جويدة أول أمس مقالا ولا أروع عن أسباب انهيار الإعلام المصرى مؤخرا.

حدد جويدة السقوط الفظيع للإعلام بثلاثة أسباب أو عناصر أولها: جهاز أمن الدولة السابق الذى استأجر عددا غير قليل من الصحفيين والإعلاميين فى أغلب أو كل المؤسسات الصحفية والقنوات التليفزيونية حتى فبراير 2011.. ومنحهم الصلاحيات والإمكانيات والهدايا والمكافآت للقيام بدور تجسسى واضح على زملائهم الناشطين داخل الصحف والقنوات.

وتعددت التقارير المقدمة من الصحفيين إلى أمن الدولة عن زملائهم سواء بالحق أو بالباطل، حتى فقد الجواسيس من الصحفيين هوياتهم وتحولوا إلى مخبرين أو أمن دولة بالتبعية.

والحزب الوطنى الديمقراطى أس الفساد فى مصر، فى آخر 15 عاما هو من قلب الموازين فى الإعلام المصرى عن طريق تعظيم شأن الأقزام من الصحفيين، ليرتفعوا إلى أعلى المناصب فى الصحف وتقزيم شأن الأكفاء والموهوبين لإبقائهم بعيدا عن المواقع القيادية.

أما ثالث العناصر، كما يرى جويدة، فهم رجال الأعمال الذين أسسوا صحفا ومجلات وقنوات من أجل التلميع وزيادة نفوذهم وأموالهم وعلاقاتهم.. وأصبحوا مع صحفهم وقنواتهم أكثر ولاء للسلطة من صحف الحكومة.

الشاعر فاروق جويدة أصاب كبد الحقيقة فى رؤيته.. ولكنه لم يصل إلى كل الحقيقة لأن عددا هائلا من الإعلاميين اليوم ليسوا بحاجة إلى أمن دولة أو إلى حزب وطنى أو إلى رجال أعمال، ليفشلوا أو ليرتعوا فسادا فى المجتمع.. وهم رضعوا الفساد فى مراحل التعليم وفى خطواتهم الأولى فى العمل، سواء بالغش فى المدرسة أو الجامعة لتحقيق النجاح.. أو بالعمل خدامين لمدرسيهم وأساتذتهم للحصول على الشهادات.. ومن يتعود على القيام بدور الغشاش أو الخدام فى مراحل التعليم، سيصبح مرمطونا لرئيسه، عندما تمنحه الظروف مكانا فى أى صحيفة أو قناة تليفزيونية.

ويمكنك معرفة تلك النوعية بسهولة فى أماكن عملهم، من خلال الجهل المدقع فى كتاباتهم وألفاظهم ولغتهم وضحالتهم وأخطائهم المهنية المتكررة.

التعليم الفاشل والفاسد.. وانتشار الظواهر غير الأخلاقية فى المدارس والجامعات، سمحت بتخريج عشرات أو مئات الآلاف من المشوهين علميا وأخلاقيا ودفعهم إلى سوق العمل.. ولأن الإعلام يمثل الواجهة المكشوفة للمجتمع كانت الفضيحة فى الإعلام أكبر منها فى أى مكان آخر.

الإعلام هبط لثلاثة عناصر كما قال جويدة.. ومعها الجهل وسوء التعليم وسوء الأدب فى المدارس والجامعات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة