جاع السلطان فقدم له مرافقوه طعاما به كثير من الباذنجان، ولم يكن رآه من قبل، فأكل منه كثيرا، وأعلن إعجابه به، فسارع شاعر البلاط ونظم قصيدة عصماء فى مدح الباذنجان وفضائله، وفى اليوم التالى قدموا للسلطان الباذنجان فلم يعجبه، وسارع شاعر البلاط إلى نظم قصيدة فى ذم الباذنجان وهجائه . فسأله السلطان: أيها الأحمق مدحت الباذنجان بالأمس، فما بالك تهجوه اليوم؟ فأجاب: أنا شاعر السلطان ولست شاعر الباذنجان.
وإذا كان السلطان لديه شاعر واحد للبلاط، فلدينا فى مصر حزب كامل ومفكرون جاهزون يعملون «بالباذنجان»، وأحيانا يصبحون «باذنجانيين» أكثر من الباذنجان. ترى بعضهم مع المجلس العسكرى، أو مع الحرية والعدالة لأنهم فازوا بالانتخابات البرلمانية.
وكثيرون من كبار منافقى الحزب الوطنى بصفته حزب أغلبية، على استعداد لمنافقة أى حزب أغلبية سواء كان الإخوان أو السلفيين أو اليسار أو اليمين. رأينا الصحف الحكومية التى كانت تمارس النفاق من أجل مبارك ونظامه وأسرته وأولاده ومجلسى شعبه وشوراه، حولوا الدفة ضده وأعلنوا أنهم لم يكونوا باذنجانيين، مع أنهم كانوا معه عندما قرر الترشح وحده، ومعه عندما عدل الدستور وتلاعب فيه، وعندما أقر الإشراف القضائى على الانتخابات، وعندما ألغاه، كانوا معه فى التوريث والتطبيل. وبعد سقوط مبارك سارع فلول الباذنجان بخلع ملابس النظام السابق وارتداء ملابس الثورة، وبدأوا يزايدون فى الهجوم والانتقاد وادعاء الحكمة الثورية، وقالوا إنهم لم يكونوا مباركيين ولا باذنجانيين. وبدأوا فى مدح باذنجان الثورة، ثم نقلوا العطاء إلى المجلس العسكرى، وإلى من هو فى السلطة، سواء الحرية والعدالة أو الرئيس القادم.
ارتدى الكثير من كبار الفلول ملابس الثورة وقت كانت لها الغلبة، وامتلكوا القدرة على امتداح كل باذنجان الثورة ثم السلطة وأى سلطة، ولا نزال نرى الآن السادة الباذنجانيين يملأون الأجواء فى كل مناسبة، ويرهقون أنفسهم كثيرا. وكأننا لم نغير نظاما متسلطا ونطلب نظاما متعددا ديمقراطيا.
حزب الباذنجان هو الحزب الجاهز لكل سلطة وكل نظام، وكل رئيس، وهم على استعداد لمرمغة أنفسهم فى الأرض ولعب كل الألعاب وعمل عجين الفلاحة ونوم العازب، من أجل أن يحظوا بالقرب من السلطة أو السلطان. وتسود نظرية الباذنجان فى الكثير من المواقف التى لاتعد ولا تحصى. وعلى الذين يريدون تغيير النظام أن يتم إغلاق الأبواب التى يدخل منها حزب الباذنجان، وجماعات العاجزين الذين ينتظرون تعليمات البلاط فى كل كبيرة وصغيرة، وألا يوضع كل شىء فى يد واحدة، إذا أصابت كان بها، وإن أخطأت تكون الكارثة.
والحل هو تغيير الطريقة التى يتم بها اختيار وترشيح المسؤولين فى هذه البلاد.. وإنهاء الطريقة الباذنجانية فى السياسة والحكم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عبد الحليم
الـــشــــــــعــب يــــريـــــد إســـــقـاط الـبــتـــنـــجـــان