ما هو مرض جريفز "الغدة الدرقية التسممية"

الجمعة، 09 مارس 2012 11:56 ص
ما هو مرض جريفز "الغدة الدرقية التسممية" د. إبراهيم داود أستاذ الجراحة
كتبت أسماء عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسأل ميادة الإمام (٢٢ سنة): أشعر منذ فترة أن وزنى بدأ فى النقصان، وأشعر برعشة فى يدى، وأحياناً كثيرة تسقط الأطباق من يدى دون أن أشعر، مما يسبب لى إحراجاً كبيراً، وفى الفترة الأخيرة ازدادت عصبيتى بشدة، وحينما استشرت الطبيب أخبرنى أننى أعانى من فرط نشاط الغدة الدرقية، واسمه مرض جريفز، أرجو أن تفيدونى ما هو هذا المرض وكيفية علاجه؟

يجيب على هذا السؤال دكتور إبراهيم داود أستاذ الجراحة بطب المنصورة، قائلا إن مرض جريفز هو مرض من أمراض خلل المناعة الذاتية الذى يصيب الغدة الدرقية، ويسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، ويعتبر من أكثر أنواع فرط نشاط الغدة الدرقية انتشاراً. ويصيب الرجال والسيدات، لكنه أكثر انتشاراً فى السيدات، وعادة يبدأ عند سن العشرين عاما.

وترجع تسمية المرض بهذا الاسم إلى اسم الطبيب الأيرلندى روبرت جريفز Robert Graves الذى كان أول من قام بوصف المرض منذ ١٥٠ عاما تقريبا.

وهناك عدد من الأسباب له، فمرض جريفز يحدث نتيجة خلل فى جهاز مناعة الجسم.

وعادة يقوم جهاز المناعة بالحماية من أى أجسام غريبة تدخل الجسم مثل البكتريا والفيروسات، ويتم ذلك عن طريق تكوين جهاز المناعة لأجسام مضادة عن طريق نوع من خلايا الدم تسمى الخلايا الليمفاوية، فتقوم تلك الأجسام المضادة بمهاجمة الأجسام الغريبة، وتدميرها، والقضاء عليها.

وفى بعض الأحيان يحدث خلل فى جهاز المناعة، فتبدأ الخلايا الليمفاوية تكوين أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجسم وتدمرها، وهذا ما يحدث فى حالة مرض جريفز، حيث تقوم الأجسام المضادة بالإمساك فى سطح خلايا الغدة الدرقية، وتقوم بتحفيزها كى تنتج كمية كبيرة من هرمونات الثايرويد (هرمونات الغدة الدرقية)، ويؤدى ذلك إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، وقد وجد أن ذلك الخلل فى جهاز المناعة والإصابة بمرض جريفز يكون غالبا بعد التعرض لتوتر وضغط عصبى شديد.

أما عن الأعراض:
١- أعراض فرط النشاط الدرقى:
تضخم الغدة الدرقية
الأرق والتوتر العصبى
التعب وصعوبة النوم
نقص الوزن بالرغم من زيادة الشهية للطعام
عرق غزير
وجود رعشة فى اليدين أو الأصابع
دفء ورطوبة الأيدى
ضعف وسقوط الشعر
سهولة تقصف الأظافر
الحساسية الزائدة للحرارة
زيادة عدد ضربات القلب، وزيادة النبض إلى أكثر من 90 نبضة فى الدقيقة.

٢- أعراض العينين:
فى كثير من الحالات يحدث جحوظ العين (بروز العين)، ويكون ذلك نتيجة تورم الأنسجة والعضلات وراء مقلة العين فتتحرك مقلة العين إلى الأمام، ويُصاب المريض بجحوظ العينين.
ـ تدميع العين
ـ الشعور بحبيبات غريبة بالعين (كأن حبيبات رمل بالعين)
ـ الحساسية الزائدة للضوء

فى الحالات الشديدة:
قرح بالقرنية
ازدواج الرؤية
حركة العين تصبح محدودة
زغللة بالعين أو ضعف النظر

عادة تحدث مشاكل العين 6 شهور قبل أو بعد تشخيص مرض جريفز، وتكون أكثر انتشاراً فى المرضى المدخنين.

وفى بعض الحالات تكون مشاكل العين هى العلامة الأولى لمرض جريفز.

٣- الأعراض الجلدية:
فى حالات نادرة يحدث إحمرار وزيادة فى سمك جزء من جلد الساق عند أسفل الركبة pretibial myxedema وعند قمة القدم، ومازال السبب فى ذلك غير معروف.

الفحوصات والتحاليل:
قياس نسبة هرمونات الثايرويد (هرمونات الغدة الدرقية) T3 and T4
قياس نسبة الهرمون المحفز للدرقية Thyroid Stimulating Hormone - TSH

بعض الأحيان يتم عمل صورة أشعة للغدة الدرقية باستخدام مادة مشعة
- اختبار دم لتأكيد وجود الأجسام المضادة المحفزة للغدة الدرقية بالدم (Thyroid-stimulating antibodies) (TSAb ).
- أما عن العلاج:
لا يوجد علاج يوقف جهاز المناعة عن تكوين لأجسام المضادة المسببة لمرض جريفز. ويتمثل العلاج فى التحكم فى أعراض المرض عن طريق تقليل إنتاج هرمون الثايرويد (الهرمون الدرقى) أو منع عمله.

يتضمن العلاج الآتى:
مغلقات البيتا Beta blockers:
و هى عبارة عن أدوية لا تمنع إنتاج كمية كبيرة من الهرمون الدرقى، لكنها تقوم بمنع بعض من عمل الهرمون الدرقى، وبذلك تمنع بعض أعراض المرض مثل زيادة ضربات القلب، رعشة اليدين، والتوتر.

ومثال تلك الأدوية البروبرانولول propranolol، الأتينولول atenolol، وعادة يتم استخدام تلك الأدوية بجانب أنواع أخرى من الأدوية.

أدوية مضادة للثايرويد Anti-thyroid medications:
تقوم تلك الأدوية بمنع الغدة الدرقية من إنتاج كمية زائدة من الهرمون الدرقى، عادة يستمر العلاج بها لمدة عام على الأقل، وغالبا يتم استخدامها بجانب العلاج باليود المشع أو الجراحة.

العلاج باليود المشع Radioactive iodine treatment:
كى يتم تصنيع الهرمون الدرقى يحتاج الجسم إلى استخدام اليود، فيتم إعطاء المريض اليود المشع حتى يتجمع بالغدة الدرقية، وبعد ذلك يبدأ فى القضاء على خلايا الغدة الدرقية العالية النشاط، والتى تؤدى إلى إنتاج كمية كبيرة من هرمون الثايرويد، ويؤدى ذلك إلى انكماش الغدة الدرقية، والتخلص من أعراض المرض تدريجيا خلال بضع أسابيع أو شهور، وحيث إن العلاج باليود المشع يؤدى إلى هبوط نشاط الغدة الدرقية، لذلك يحتاج المريض بعد ذلك إلى تناول أقراص الثايروكسين لإمداد الجسم بالكمية الطبيعية من الهرمون الدرقى، أحيانا يؤدى العلاج باليود المشع إلى ظهور أو زيادة جحوظ العين، لكن غالبا يكون ذلك بسيط ومؤقت. لذلك فى بعض الحالات التى تكون فيها درجة جحوظ العين شديدة لا ينصح باستخدام العلاج باليود المشع.

أما عن الجراحة Surgery
يعتبر إجراء جراحة لاستئصال الغدة الدرقية، أحد خيارات علاج مرض جريفز فى حالة عدم القدرة على استخدام الأدوية السابقة، بعد الجراحة يحتاج المريض إلى تناول أقراص الثايروكسين لإمداد الجسم بالكمية الطبيعية من الهرمون الدرقى.

- علاج جحوظ العين:
استخدام قطرة دموع صناعية أثناء النهار، وجيل للعين أثناء الليل للوقاية من جفاف العين.

وفى الحالات الشديدة قد يصف الطبيب بعض أنواع الكورتيزون لتقليل التورم والانتفاخ وراء العين، وعلى المريض إتباع بعض الإرشادات البسيطة، وهى:
استخدام كمادات باردة على العين
ارتداء نظارة شمس للوقاية من أشعة الشمس أثناء النهار
استخدام وسادة مرتفعة للرأس أثناء النوم كى يكون مستوى الرأس أعلى من باقى الجسم أثناء النوم

وعن علاج الأعراض الجلدية:
فى حالة إصابة الجلد يتم استخدام كريم يحتوى على الكورتيزون لتقليل التورم والالتهاب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة