خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.."كلمة واحدة": هل يستمع الإخوان إلى الشيخ حسان؟

الأحد، 01 أبريل 2012 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يختلف فضيلة الشيخ محمد حسان عن الكثيرين من رجال العلم والدعوة الإسلامية، ولا يحق لى أن أزكيه على الله، فالرجل يفهم واقع بلاده، ومتغيرات العصر الحديث، بقدر فهمه لجوهر هذا الدين، وإبحاره فى العلوم الشرعية، وطلاقته وكاريزميته الخاصة فى مخاطبة الناس، وحين يجمعنى مع فضيلته لقاء خاص، أكاد أجزم بأن هذا الفهم الراقى للفقه الإسلامى، وهذه القراءة المستنيرة للتاريخ ولتجارب الأمم الإسلامية، ما بعد عصر الخلافة الراشدة، تكشف فى تقديرى عن عقل يدرك المعنى الحقيقى للحاكمية فى الإسلام، لتطبيق الشريعة الإسلامية على نحو يعزز الحداثة ولا ينقلب عليها، ويفتح أبواب الحوار مع المختلفين، ولا يوغل فى الإقصاء ونفى الآخر على النحو الذى تستخدمه بعض التيارات الحزبية الإسلامية حاليا.

أسأل نفسى كثيرا مندهشا، يا إلهى.. ألا يستمع قيادات حزب «الحرية والعدالة» ورموز الإخوان المسلمين لهذا الطرح الفكرى للشيخ محمد حسان؟ هل استمع قيادات الجماعة إلى خطبة الشيخ حسان فى صلاة الجمعة أمس الأول بالإسماعيلية؟ الشيخ حذر من عمليات التخوين التى تهيمن على الساحة السياسية، وقال بالحرف الواحد:

«فرقنا الحسد والكراهية وحب الدنيا والمناصب والكراسى، والحرص على المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، وفرقنا العمل من أجل الأنا، فكل واحد فينا صار لا يسمع إلا نفسه».

ولم يترك الشيخ هذه الإشارة دون تمييزها لاحقا فى خطبته المتفردة، لكنه أشار بوضوح إلى أن الإخوان أو السلفيين أو الليبراليين أو العلمانيين، لا يمكن لأى منهم أن يحكم مصر بمفرده، ودعا إلى الاتحاد والتعاون والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف، وكان الشيخ مبهرا فى إشاراته التى لا تخلو من دلالة حين قال:

«لا ينبغى أن يتصلب فصيل، وأن يختزل مصر كلها فى نفسه، بل يجب على الجميع أن يلين لإخوانه من أجل إنقاذ مصر، فمصر تتعرض لأزمة اقتصادية حقيقية، ولأزمة أمنية وإعلامية وتعليمية وصحية، ولأخطر أزمات مصر، ألا وهى الأزمة «الأخلاقية».

وبكل حكمة الفقيه، وعقل المفكر المدنى المعاصر قال الشيخ:

«إذا كان إسلامنا لا يجيز لنا أن نجبر أحداً على الدخول فى ديننا، فهل يجيز لنا أن نجبر أحداً على اعتناق أفكارنا وأطروحاتنا السياسية؟».

هكذا يفهم الشيخ محمد حسان الإسلام، وهكذا يحمله لنا رقيقا شاملا داعيا للائتلاف والرحمة، ومحفزا للطاقات والهمم، وهكذا لا يغلق فضيلته أبواب الدين على الناس باسم الاختلاف السياسى والفكرى والقانونى، وهكذا ينزع القداسة عن الأشخاص، ويعلو بنا إلى القيم والأفكار التى يغرسها فى قلوبنا هذا الدين الخالد.

هل يمكن لأحد أن يدعى بعد ذلك، أن الخلاف قائم بين الإسلام والحريات، أو الإسلام والديمقراطية، أو الإسلام وحقوق الإنسان، أو الإسلام وتعدد التصورات حول أشكال الحكم المستند إلى هذه المرجعية؟

الخلاف لا يقوم أبداً إلا مع هؤلاء الذين يقصون الناس باسم الدين، ويجعلون من حزبهم ديناً، ومن أفكارهم وحياً مقدساً، هنا فقط جوهر الخلاف، هؤلاء الذين قال عنهم فضيلة الشيخ حسان.. فرقهم العمل من أجل «الأنا».

لو أن حزب «الحرية والعدالة» استمع بقلبه إلى ما يطرحه الشيخ حسان، لانتهى الخلاف، ولانتصر الإسلام والمدنية، إذن.. لا تعارض مطلقا إلا فى الضمائر التى تهوى السلطة منفردة.






موضوعات متعلقة:

◄النص الكامل لخطبة الشيخ محمد حسان حول فتنة "التأسيسية".. مصر الآن تعانى أزمة اقتصادية وتعليمية وصحية وإعلامية وأخلاقية.. الإخوان والسلفيون لا يستطيعون حكم مصر بمفردهم ووحدة الصف هى المخرج








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم

الاخوان

جماعة الاخوان المنافقون

أنتم آشر خلق الله

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد المصري

الي حزب الحرية والعدالة

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو عمر البياضي

احيك

عدد الردود 0

بواسطة:

زكي امين اسماعيل

صرخه للاستاذ خالد صلاح واليوم السابع اغيثوني

عدد الردود 0

بواسطة:

بلال الدالي

شكرا استاذ خالد

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبده

يا رب يا ملك الملك

عدد الردود 0

بواسطة:

سلطان الفهد - الرياض

تمنيت لو كان الشيخ الحكيم محمد حسان سعوديا او على الأقل مقيم فيها

عدد الردود 0

بواسطة:

M

الإخـوان هم أمل مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

سليم

اللهم بارك لنا في الشيخ وامثاله

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

كما للعدالة ، ايضا للديموقراطية وجوة كثيرة !!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة