بعد أن خرج نداء الثورة فى 25 يناير 2011 ، كانت محاولات أركان نظام مبارك تتواصل من أجل ابتلاع هذا الحدث العظيم، لكن الإرادة الشعبية أجبرت المخلوع على التنحى، وبينما كانت دماء الشهداء تسيل برصاص الأجهزة الأمنية، كان هناك من يواصل نهب الثروات، وإليك هذه القصة التى تحدث عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه «مبارك وزمانه»، والدور الذى لعبه فيها الثنائى، رجل الأعمال حسين سالم، الذى كان مقربا من مبارك، واللواء عمر سليمان نائب المخلوع ومخزن أسراره، والمرشح حاليا لرئاسة الجمهورية.
قال هيكل: «كان آخر مشهد ظهر فيه حسين سالم على الساحة المصرية هو ركوبه لطائرة خاصة من مطار شرم الشيخ بعد أيام من قيام ثورة 25 يناير، ومعه مجموعة من صناديق تحتوى على 450 مليون يورو نقدا وجديدة، ولا تزال بنفس التغليف الذى صرفت به من البنك المركزى الأوروبى، وحطت طائرة حسين سالم فى مطار أبوظبى، ولاحظ مأمور المطار هذه الصناديق، وأدرك على الفور أنها أوراق نقد، وأخطروا السلطات المسؤولة فى أبوظبى بالأمر، وصدر قرار بالاتصال بالقاهرة لسؤالها فى الموضوع، وكان مبارك شبه معتزل فى شرم الشيخ، لكنه لم يكن قد تخلى عن السلطة بعد».
ويضيف هيكل: «جرى الاتصال بعمر سليمان وكان نائبا لمبارك، فأشار سليمان إليهم بالإفراج عن الرجل، وعدم إثارة ضجة فى الوقت الحاضر حول الموضوع، لأن الظرف حرج، وسأل بعض المسؤولين فى الإمارات شخصية مصرية، عما يمكن التصرف به حيال الموضوع، وكان بينهم رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة وقتئذ، وكانت نصيحة رشيد إيداع المبلغ مؤقتا فى البنك المركزى للإمارات، والاتصال مع السلطات المصرية للبحث عن الأصل فى هذا الموضوع، وكيفية التصرف حياله».
كشف هيكل عن هذه القصة، ودور سليمان فيها، لتكشف أن نائب المخلوع، تصرف بأسلوب: «عدم إثارة الضجة»، وليس بأسلوب البحث عن وسيلة لرد هذه الأموال التى اكتنزها «لص» من قوت الشعب المصرى، وخرج بها دون رقيب، تخيلوا كيف لرجل مثل هذا أن يحكم مصر.