أنا مصرى؛ من ساسه لرأسه أبًا عن جدٍ- ويكفينى شرفًا أننى لم أذهب إلى "قصر الأندلس"، وأننى لم أسحب أوراق الترشح للرئاسة من مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، ولم أظهر فى القنوات الممولة وغير الممولة، ولم تنشر صورتى على صفحات الجرائد البيضاء والصفراء والحمراء!!.
أنا ناخب مصرى محتمل، يحمل الرقم القومى 25705152101536، ولى "برنامج انتخابى" معروف جدًا، وواضح أكثر من وضوح الشمس، ثلى مثل ملايين المصريين الذين يحلمون، ويتمنون، وينشدون الحياة الكريمة والشريفة.
وهذا هو "برنامجا" الذى يؤهلنى لأن أكون "ناخبا مصري"ا صوته يساوى الكثير:
• أنا مواطن مصرى صابر، أعيش فى مصر رغم ما فيها من تلوث سمعى وبصرى وبيئى وجوى وأرضى وبحرى، وكل نوع تلوث يخطر أو لا يخطر لك ببال!!.
• أنا مواطن مصرى طيب أشرب من ماء النيل بترابه وطينه ودوده، وآكل الكشرى والفول - الذى يطعمونه فى بلاد أخرى للحيوانات- وآكل الفلافل والمش كامل البروتين واللفت والفجل والجرجير، وأكل الدجاج واللحوم رغم أنف إنفلونزا الطيور والحمى القلاعية، وأشرب عصير القصب والخروب والعرق سوس.
• أنا مواطن مصرى صبور أركب التكتك، وعربات النصف نقل بدون أرقام، و"أتشعبط" فى الأتوبيسات، وأعانى من المطبات الصناعية والطبيعية والطرق الترابية.
• أنا مواطن مصرى عزيز أكره مشاهدة "بوكس الشرطة" الأزرق، وأكره دخول قسم الشرطة، ولا أحب الذهاب للمحاكم؛ وكلكم يعرف الأسباب.
• أنا مواطن مصرى يقف فى طوابير العيش والبوتاجاز ليسمع آخر نكات المصريين وتحليلاتهم السياسية، وممكن يأتى اليوم التالى والثالث.
• أنا مواطن مصرى عفيف أسمع فى شوارعنا كل قواميس الشتائم والسب والقذف، الموجهة للأباء والأمهات والزوجات والبنين والبنات.
• أنا مواطن مصرى كريم، أدمن السلف والاقتراض والشراء بالتقسيط، مدين "مديون" وأعمل جمعية وأقبضها أولا لأسدد مصروفات المدرسة ثم أعلم أولادى بالدروس الخصوصية.
• أنا مواطن مصرى راض، ألجأ للمحاكم، وأدعو الله عز وجل أن يحصل أحفاده على حقه الضائع.
• أنا مواطن مصرى أتطبب عند الصيدلى والعطار، وأصادق فيروسات سى وبى، ومصاحب الفشل الكلوى، والكبدى، وعند الضرورة أذهب للمستشفيات الحكومية - وأنا وحظى - والشافى هو الله، والعلاج على حساب الدولة للأكابر فقط.
• أنا مواطن مصرى يضيع نصف عمره على المقهى، لأننى لا أجد عملًا.
• أنا مواطن مصرى لا أثق فى كلام الصحف المصرية، ولا فى مضمون النشرات التليفزيونية، ولا فى التصريحات الرسمية، ولا فى التسريبات الإعلامية، وأكره البرامج الحوارية التى يقدمها لصوص العقول، وحرامية القلوب، والقناصة الممولون.
• أنا مواطن مصرى يشك فى شعارات بلده، ولا يصدق أن" الشرطة فى خدمة الشعب" وأن السجون "إصلاح وتهذيب" وأن دور الرعاية " تربية وتقويم".
• أنا مواطن مصرى يشاهد مآسى ومذابح ومهانة المسلمين والعرب فى نشرات الأخبار ويعض أصابعه وتفيض أعينه من الدمع ولا يملك إلا الدعاء.
أنا من الآخر "ناخب مصرى محتمل، وهذا هو برنامجى؟
هذا هو أنا، وهذا هو صوتى، وهذا هو برنامجى.
فمن يقول: أنا لها.. أنا لها
ويمتنع الكاذبون والمتشدقون والممولون والمنبطحون..