سعيد الشحات

الأقباط وسليمان

الأحد، 15 أبريل 2012 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد لحظات قليلة من إعلان اللواء عمر سليمان ترشحه فى انتخابات رئاسة الجمهورية سرت شائعة بأن الأقباط يؤيدونه وسيمنحونه أصواتهم، وقبل ذلك بشهور روج البعض بأنهم يؤيدون عمرو موسى، وقال آخرون أنهم يؤيدون أحمد شفيق، والمثير أن الشيخ حازم أبوإسماعيل قال إن عدد التوكيلات التى تقدم بها إلى لجنة الانتخابات تحتوى على 30 ألفا للمسيحيين، والمدهش أنه قال بعد تقدمه للترشيح أنه لن يعين قبطيا نائبا له فى حال فوزه بالرئاسة.

فى حمى هذه الشائعات، وجدنا أصواتا خافتة تقول إن شرائح قبطية ستصوت لحمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وهكذا تحول الأقباط لورقة انتخابية، وبدون أدنى مسؤولية أراد البعض أن يضعها فى سلة المرشحين المحسوبين على النظام السابق، وكأن الأقباط لم يكونوا مع الثورة ولم يشاركوا فيها.

ليس خافيا على أحد أن الخطاب الدينى الضيق من بعض قوى الإسلام السياسى يثير مخاوف الأقباط فى حال فوز هؤلاء بمقعد الرئاسة، ويعزز من ذلك حديث بعض هذه القوى عن التمييز بين المصريين على أساس دينى، غير أن ذلك لا يقودنا إلى الاعتقاد بأن الأقباط يتعاملون كرد فعل، وكأن النظام السابق وفر لهم الحماية، ولم يكن مسؤولا عن جرائم كبيرة حدثت ضدهم فى عهده، مثل مذابح كنيسة القديسين بالإسكندرية، ونجع حمادى بقنا، وحوادث أخرى كثيرة تورطت فيها الأجهزة الأمنية وقيادات الحزب الوطنى المنحل.

شارك الأقباط فى ثورة 25 يناير كمصريين أولا وأخيرا، ووقفوا فى ميدان التحرير وميادين الثورة فى كل المحافظات، يهتفون مع المسلمين بسقوط نظام مبارك، وحين وقعت بعض المشاحنات الطائفية بعد الثورة، كان واضحا أن بقايا النظام السابق يريدون إعادة العجلة إلى الوراء، وبعث رسالة إلى الأقباط تهيئ لهم أن مصر لم تعد وطنا آمنا لهم، غير أن الغالبية الكاسحة من المسلمين هبت لكشف هذا المخطط وفضحه، ويؤكد كل ذلك على فساد الاعتقاد بأنهم ورقة يحتفظ بها مرشحو الفلول فى مواجهة مرشحى الثورة، فالأقباط شأنهم شأن المسلمين، يسعون لوطن عفى بديمقراطية صحيحة، يضخها دم جديد فى القيادة، تسعى للعمل من أجل كل المصريين، وكالمسلمين ستتوزع أصواتهم على الجميع طبقا لقناعاتهم السياسية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة