يونان مرقص

تاملأت فى قيامة السيد المسيح

الأحد، 15 أبريل 2012 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عند أول الفجر جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر" (مت 1:28).

كان آخر من بقى عند صليب يسوع المرأة والذى جلس تجاه القبر حتى أكملوا عملية الدفن المرأة وأول من ذهب إلى القبر عند فجر الأحد المرأة. فإن كان سبب سقوط البشرية امرأة فسبب خلاصها أيضاً امرأة وأول من بشرها بالقيامة امرأة.

لقد رفع يسوع له المجد مقام المرأة وعاملها على قدم المساواة مع الرجل فقد عاملها بلطفه وحبه شفاها وغفر لها خطاياها فكانت هى بدورها شاهداً أميناً لها من الجرأة ما لم يكن لبطرس الصخرة فذهب الى القبر مبكره عنه.

"أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكى" (يو11:20) .هى المجدلية بذاتها التى أخرج منها الرب سبعة شياطين ووهب لها غفران خطاياها وشفاها من مرض الخطية فأحبته كثيراً لأنه غفر لها كثيراً. وهى تبكى لأنها لم تجد جسد الرب فى القبر الفارغ ولكنها رأت ملاكين قالا لها: "يا امرأة لماذا تبكين؟".

من يطلب الرب يجده ومن يحبه يظهر له ذاته.

لقد أحبته المجدلية جداً ومن أعماق قلبها فكانت أول امرأة بشرت العالم بقيامته وكانت عينها أول عين وقع نظرها على المسيح.

"من تطلبين؟" (يو15:20).

أيتها المرأة الباكية لماذا تبكين، ومن تطلبين؟ إنها تبكى لأنها لم تجد جسدك يا يسوع الحى فى القبر ولأنها نسيت ما قلته مراراً إنك تقوم فى اليوم الثالث ونحن كثيراً ما نبكى لأننا ننسى كلامك ولا نذكره ثم إنها لا تطلب آخر سواك، إنها تبحث عنك وها أنت قد أظهرت لها ذاتك.

من تطلبين أيتها النفس؟ أتطلبين يسوع أو شيئاً آخر سواه. إن كنت تطلبين يسوع فهو قريب منك جداً إنه حاضر فى كل مكان قريب من طالبيه. إنه وحده يشبع النفس ويهبها الحياة، فيه كفايتنا فلا تطلب سواه حتى لاتفشل فى حياتك.

"لاتلمسينى.. بل أوهبى وقولى لأخوتى" (يو 17:20).

إنه لا يرفض اقترابها منه وقد سبق وسمح لها بأن تقبل مرارا وتدهنهما بالطيب وتمسحهما بشعرها.

التلاميذ الخائفون إنى قمت من الأموات كما قلت لهم. ليس هذا وقت اللمس وتقبيل القدمين بل هذا وقت إعلان البشارة المفرحة. + "لكن اذهبى وقلن للتلاميذ ولبطرس" (مر7:16).

ولم يذكر هذا القول سوى القديس مرقس الرسول الذى كان مرافقاً لبطرس الرسول، ارجع بذكراتك إلى ليلة آلام المسيح تجد أن بطرس جلس بين الخدام، وأنكر سيده ثلاث مرات بحلف ولعن ولكن الرب التفت إليه فخرج إلى الخارج وبكى بكاء مرا. وبعد القيامة يرسل له خبرا خاصا ويقابله مقابلة منفردة ليعزيه ويشجعه ويرده إلى مركزه الأول أليس فى هذا أكبر تشجيع للضعفاء وأعظم عزاء لصغرى القلوب؟
ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب.

"لماذا تطلبين الحى بين الأموات؟ " (لو5:24)
هذه شهادة حية صادقة، هل يمكن أن يبقى الحى فى القبر؟

وهل يقدر القبر أن يطبق فمه عليه؟ وقد سبق وأرغم القبر بأن يقذف ما فيه من الأموات؟

"من يدحرج لنا الحجر؟ (مر3:16) هذا كان موضوع حديث النساء وهن فى طريقهن إلى القبر كن مهتمات بمن يدحرج لهن الحجر لأنهن ضعيفات؟ ولكنهن لما وصلن الى القبر وجدنه مدحرجا "لو 2:24 .أنتظرت المحبة على الضعف فالتزمت المرأة أن تقوم والظلام باق. هل تحب الرب يسوع من كل قلبك؟

لا تخف الصعوبات لأن المحبة تذللها وقوة الرب تعمل المستحيلات ما دامت تطلب الرب باشتياق ورغبة.

"ورأى فأمن" (يو 8:20)
هذا يوحنا الحبيب، وذهب إلى القبر مع بطرس بعدما أخبرتهما النساء ولما وجد الأكفان مرتبة والقبر فارغاً آمنا لأن التلاميذ لم يكونوا يعرفون الكتب، ولكنهم آمنوا لما رأوا فأمنوا وطوبى لمن يؤمن ولم ير لقد رأى التلميذان كما قال لهما القبر الفارغ والرب المقام من بين الأموات وسنرى كل ما وعدنا به الكتاب المقد س.

"مجد لا ينطق به" ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر ما أعده الله لمحب اسمه القدوس. قد قام السيد المسيح من الأموات لأجل تبريرنا وليرفع عقولنا إلى فوق حيث هو جالس، المسيح قام بالحقيقة قام، ببركة قيامة المسيح من الأموات أن يدبر لنا راعياً صالحاً يراعى شعبه ببر وقداسة وعدل خليفة القديس (مرقس الرسول 118) من بابوات الإسكندرية وكل عام وأنتم بخير.

* كاتب وباحث قبطى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة