على درويش

الطاعة الكاملة

الإثنين، 16 أبريل 2012 10:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل الدنيا هى المطمح والهدف النهائى الذى يسعى الإنسان أن يحققه ويعيش من أجله وفيها تكمن غبطته وفيها مستقره؟ قال العزيز القدير: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» والعبادة هى الطاعة الكاملة التى تؤدى إلى القرب وإلى جنة الخلد، حيث النعيم الأبدى والأنوار القدسية وينعم فيها العبد بالجائزة الكبرى وهى النظرة إلى وجه ربه الكريم. فالعبادة أى الطاعة إنما هى وسيلة القرب، والعبد المخلص يجد فى العبادة من بشاير النور والسعادة ما يجعله يصر عليها ويتمسك بها ويكون كل سعيه فى الحياة هو كيفية إرضاء ربه.

إن الإنسان الصالح أى العبد المحب أى العبد المخلص لله والمتقن لكل ما يقوم به فى حياته على هذه الأرض يحيى الله فؤاده بنوره فيصبح صاحب بصائر، بالإضافة إلى البصر «اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله سبحانه وتعالى ويحبه كل شىء». وقال تعالى «وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس» أى أن الطاعة تغير طباع العبد وتجعله يسعى إلى كل ما هو طاهر ونورانى ويعود بالفضل والنفع على باقى العباد. ولكن هناك طائفة أخرى قد قرروا واختاروا الزائل والفانى وآمنوا بأن مالهم جنتهم ومنتهى مناهم، إنهم كما قال الإمام على رضى الله عنه «لا يسمعون دعاء ولا يجيبون سائلا قد استولت عليهم سكرة الغفلة وغرتهم الحياة الدنيا.. إخوان الظاهر وأعداء السرائر يتصاحبون على غير تقوى وإذا افترقوا ذم بعضهم بعضا..»

ملك الله سبحانه وتعالى قلوب العارفين فشرفها بمعرفته وملك قلوب الواجدين ففهمها، وملك قلوب العابدين إحسانه، فطلبوا المزيد من عطائه الذى لا ينقطع. إن هؤلاء العباد طلبوا قولا وفعلا وذكروا «الصراط المستقيم» ونادوا «إياك نعبد وإياك نستعين» فأعانهم وطهرهم ووضعهم فى كنفه فى الدنيا وفى الآخرة نالوا المنى.

لقد حررهم الله من مكائد الشيطان ومن النفس الأمارة بالسوء ومن الظنون والأوهام، إنهم «يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه». ولأن هذا الصنف من العباد قال فيهم رب العزة «من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين.

تعاسة الناس تنبع من تجاهل الحكمة الإلهية والنصيحة الربانية «يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم» إن الاستجابة تكون نتيجتها حياة حقيقية لا زيف فيها، كلها سعادة وفيها القرب من العالم العلوى ومن ربها وبها عطاء ربنانى وفيها بشارة بالفوز فى الآخرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة