مصر الآن فى مرحلة تستدعى منا جميعاً التجرد وقبول النصح والنقد بصدر رحب حتى نصل جميعاً بمصر إلى بر الأمان، وعلينا كإسلاميين أن نصحح صورتنا باستمرار وأن نصوب أخطاءنا دون خجل أو تردد قبل أن تتحول إلى كارثة تضرب الوطن فى مقتل.
والمشهد المصرى الآن يقول إن البعض منا يحتل المحاكم ويحولها إلى ساحات للهتافات ويرهب القضاة بالجموع الحاشدة التى قد لا تعى اليوم أهمية استقلال وحيدة القضاء، ويضطرون قضاة مجلس الدولة الذين كانوا دوماً ضد الظلم والبغى فى عهد مبارك للخروج من الباب الخلفى.
واليوم يبايع بعض الشباب مرشحاً رئاسياً بالدم فى المسجد!!.. فما علاقة المسجد بالدماء؟! وما علاقة الترشح للرئاسة بالدماء؟! ويهتف آخرون فى مشهد عبثى ثالث بهتافات خطيرة ويهددون ويتوعدون ويحاصرون اللجنة الرئاسية التى تضم قضاة عظاما من مصر ويردد البعض «يا مشير اتلم اتلم.. لنخليها دم فى دم»، فما هذه الهتافات الغريبة على مجتمعنا والتى تزداد حدتها يوماً بعد يوم؟! لماذا تكون «دم فى دم» ونحن نبنى دولة مؤسسات ذات مرجعية إسلامية حضارية راقية بطريقة سلمية تحتكم إلى القانون والصندوق؟ لماذا لا نقول: «يا مشير بيننا وبينك الصناديق والقانون والأخلاق الفاضلة»، ألم يقل لأهل الأديان الأخرى كلها «تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ» فهل ليس بيننا وبين شركاء الوطن من المجلس العسكرى وغيره كلمة سواء طيبة تجمعنا؟ وضابط يضبطنا، وقانون نلتزم به، وصندوق نرجع إليه؟!!
لماذا نذكر الدماء ولا نذكر السلام؟ لماذا نلوح بالشوك ولا نقدم الورود؟ لماذا نجنح إلى العنف فى خطابنا وأمامنا الرفق الذى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرفق فى شىء إلا زانه وما نزع من شىء إلا شانه» لماذا يذكر البعض الدماء رغم أنه لم يقلها تجاه إسرائيل.. فهل يقلها تجاه جيشنا وقادتهم؟ ودماء من التى سوف تراق.. هل هى دماء الأتباع.. أم دماء من؟!! أليست كلها دماء معصومة ينبغى الحفاظ عليها؟!! ألا ينبغى أن ينهاهم شيخهم وزعيمهم عن هذا الشعار الخطير الذى يقطر منه الهلع والخوف ويستشعر منه نذر الشر.
قد يقول البعض هذه مجرد كلمات حماسية لا مدلول لها على أرض الواقع، إذاً فلماذا نستعدى الدنيا كلها علينا.. ونستفز الآخرين ضدنا ونهدد ونتوعد من يملك السلاح والقوة والسلطة.. ونحن لا نملك شيئاً منها، وإذا كان الأتباع يقولون ذلك وزعميهم خارج السلطة.. فماذا يقولون إذا حدثت لهم أو لزعميهم مشكلة وهو فى سدة الحكم وفى أعلى هرم السلطة، وهل نبدأ دوماً من المربع صفر دائماً؟ وهل نبدأ بما بدأ به غيرنا أو نكرر أخطاء 60 عاماً متواصلة، ألا ينبغى أن نبدأ بما انتهى إليه الآخرون ونتعلم من تجربتهم ونستفيد من خبراتهم، لقد ضاعت على الإسلاميين فرصاً كثيرة من قبل نتيجة البدايات الخاطئة التى تم السكوت عليها فأدت إلى نتائج كارثية، فهل سيتم التصحيح، أم سنسكت كعادتنا نفاقاً للعوام؟!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام - المانيا
الى الاستاذ ناجح
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام المصري
بارك الله فيك يا شيخ ناجح، كلمة حق في وجه جهلاء
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين سليمان الخولى
محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عبود
اسلاميين من اجل التغير
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد
أين التوازن في مقالك يا دكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
محموووود
اسم على مسمى
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالملك
الثور الأبيض
عدد الردود 0
بواسطة:
m_mohamed
كلام ممتاز ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
ZAKEER
كن سيدا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبدالسلام
لو كانو مثلك لكان 80 مليون مصري معهم