اعتاد بعض الشباب إدمان العديد من أنواع المسكنات التى تستخدم كمسكن لبعض الأمراض المزمنة التى تسبب آلاما حادة مثل السرطان، وكذلك فى بعض الأمراض النفسية ويرغب البعض فى تناول هذه الأدوية اعتقادا منهم أنها تحقق السعادة، بل الكثير منهم يعتقد أنها تزيد من القدرة الجنسية، لذا يدمنها البعض من أجل تحقيق هذه الغاية ومن أجل زيادة نشاطهم، فما حقيقة هذه الأقراص التى تسمى الترامادول أو الترامال أو الأمادول أو الترامكس أو الألترادول وهل تحقق السعادة بالفعل وهل تزيد من القدرة الجنسية؟
يجيب الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة قائلا: إن هذا العقار شبه أفيونى يستخدم للسيطرة على الآلام الشديدة والحادة مثل آلام الأعصاب والعضلات وآلام العمود الفقرى والتهاب المفاصل، كما يمكن أن يستخدم فى علاج الآلام الناجمة عن الجراحة وهو مسكن قوى جدًا من نفس عائلة المورفين وله نفس التأثير، وهناك تحذيرات بشأن استخدام الترامادول من قبل المرضى، الذين كانوا مدمنين للكحول أو المخدرات.
والجدير بالذكر أن هناك العديد من العقاقير فى تلك العائلة المورفينية التى تشترك فى نفس المفعول والتأثير ومن أشهر أفراد هذه العائلة الهيروين، بمعنى آخر أن الترامادول ما هو إلا هروين ولكن أقل فى القوة لأنه أقل تمسكاً بالمستقبلات العصبية التى يعمل عليها الهيروين، ولذا فإنه ليس من المستغرب أن نقول إن الترامادول هو بداية الطريق لإدمان الهيروين.
ومن الناحية القانونية فقد صدر قرار وزير الصحة رقم 125 لسنة 2012 فى أول مارس من العام الجارى وبدأ العمل به من اليوم التالى لتاريخ نشره، بتنظيم تداول الأدوية المؤثرة على الصحة النفسية. وبالتالى فلا يجوز صرفه بالروشتات العادية لكن يتم صرفه بالروشتات الخاصة بأدوية جدول المخدرات (الروشتة الحمراء اللى تصرف من وزارة الصحة للأطباء)… وعليه فضبط أى نوع من أنواع الترامادول المهرب فى الصيدليات سيتم اعتباره إتجارا فى المخدرات. ووضع «العقار» فى الجدول الأول مخدرات بدلاً من الجدول الثالث، بذلك تندرج عقوبة استيراده وتصديره وإنتاجه واستخراجه وفصله وصنعه والإتجار فيه أو تعاطيه بدون تذكرة طبية من الطبيب المعالج تحت بند «الجناية» بدلاً من «الجنحة». وبالتالى «إن عقوبة الجناية تبدأ من السجن 3 سنوات إلى 15 سنة، فى حين أن الجنحة من 6 شهور إلى 3 سنوات».
ولابد أن يعلم كل من يستعمل الترامادول وهو ليس فى حاجة له أنه يستعمل دواء ولأى دواء أعراض جانبية، وفى الطب يتم الموازنة بين المخاطر المحتملة من الدواء مقابل الضرر والنظر فى البدائل العديدة قبل الاستعمال فما بالك بالذى يستعمل الترامادول بدون أى فوائد سوى الحصول على بعض الأعراض الجانبية والتى تشمل تأخيرا فى القذف أثناء الجماع، دوخة، صداع، دوار، نعاس، إمساك، غثيان، ارتباك، هلوسة، عصبية، رعشة، هرش، طفح جلدى، عسر هضم وانتفاخ، وزغللة فى الرؤية.. صعوبة فى التنفس، خلل بالكبد، تشنجات، متلازمة ستيفن جونسون، قابلية للانتحار.
كما أن استعمال الترامادول لفترات طويلة مثله مثل كل المسكنات يؤدى للفشل الكلوى.. والدواء يسبب التعود عليه، ويحتاج المريض إلى زيادة الجرعة بشكل مستمر للحصول على التأثير المطلوب، ومع تلك الزيادة فى الجرعات تزيد من احتمالية حدوث تشنجات مثل تلك التى تحدث لمريض الصرع.
كما أنة قد يتسبب أيضًا فى تثبيط للجهاز العصبى والجهاز التنفسى، مما يؤدى إلى صعوبة فى التنفس والغيبوبة والموت المفاجئ.
ومع الاستمرار فى التعاطى وحدوث التعود تظهر الأعراض الانسحابية والتى تكون خطيرة أيضاَ والتى تكون عادة مصحوبة باٍرتفاع ضغط الدم، التعرق، الأرق وعدم القدرة على النوم لأكثر من يوم، الأهوال الليلية، القلق، قلة التركيز، تقلصات عضلية، مغص، حركات بسيطة لا إٍرادية، عدوانية، تهيج، فقدان الذاكرة المؤقت.
وللوقاية من إدمان الترامادول ينبغى أخذ الدواء فقط عندما تستدعى الحالة، لذلك يفضل أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب كما يجب استشارة الطبيب إذا وجد أن هناك حاجة إلى أخذ جرعة إضافية من الدواء أو ملاحظة أى تغييرات أخرى غير عادية فى السلوك أو المزاج.. وينبغى أخذ الحبوب كما هى، وألا تكون سحقت أو مختلطة مع السائل الحقن أو عن طريق استنشاق، لأن ذلك يمكن أن يسبب ردود فعل تهدد الحياة.
ويتساءل الدكتور الحديدى لماذا يستخدم بعض الشباب حاليًا هذا المخدر الخطير؟
ويجيب قائلا البعض قد يعتقد أن الترامادول يعمل على :
ـ زيادة القدرة الجنسية.
كثير جدًا من الرجال يستخدمون الترمادول بحثاً عن وهم الفحولة وإطالة اللقاء الجنسى، والحقيقة أن هذا العقار يمكن أن يطيل فترة الجماع عن طريق التأثير على إعادة نقل مادة السيروتونين إلى الموصلات العصبية وهى نفس الطريقة التى تعمل بها العديد من أدوية الاكتئاب التى تسبب إطالة مدة الجماع قبل القذف، إلا أنه من المهم أن مع الاستخدام المستمر للترامادول ولفترات طويلة يؤدى الترامادول إلى عدم القدرة على الانتصاب وبالتالى فشل كامل فى العملية الجنسية.
- وهم النشاط:
الترامادول بشكل عام مثبط ومهدئ للجهاز العصبى، عكس ما يعتقد العديد ممن يستخدمونه والحقيقة أنه مسكن للألم يقلل الإحساس جدا وبالتالى يمكن أن يسبب النشاط ولكن هذا التأثير يشعر به المدمن بسبب عدم الإحساس بالألم والتعب، وليس كونه منشطًا فى حد ذاته.
ويقول لمصلحة من انتشار مثل هذا الوباء فى الشارع المصرى؟ ويتداول بدون أى إشراف أو رقابة حتى أن المدمنين لهذا العقار أصبحوا يشترون هذا العقار بأرخص الأسعار مثل الترامادول الصينى أو الهندى كما هو معروف بينهم بدون الداعى للذهاب للصيدليات أو بروشتة طبية ويستخدم فى المجاملات الاجتماعية ومع شيوع استعمال هذا العقار الخطير بدون وعى أصبح أمرا طبيعيا و كأنه عادى وطبيعى جدا ولا نفكر فى أضراره مثله مثل كثير من الأوضاع المقلوبة فى مجتمعنا التى نتعامل معها وكأنها أمر واقع عادى جدا كل يوم أمامنا يتكرر حتى نعتاد عليه ويصبح طبيعيا، لذا فوجب علينا التنبيه والتذكير للأخطار الصحية والقانونية والأوهام المتعلقة بهذا العقار.